استيقظتُ صباح امتحان الفيزياء وأنا أقاوم نفسي، أجرُّ جسدي إلى الطاولة، وأقول: "لن يضيع كل شيء".

كنت قد سهرتُ لألملم القوانين، أحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من عامٍ ضاع بين التيه والخوف والتأجيل.

لكنني ما إن قرأت الورقة، حتى شعرت أن كل ذلك لم يكن كافيًا.

الأسئلة جاءت قاسية، غريبة، جافة، مليئة بالنظري الذي لم نستعد له، والذي لم يُقال لنا إنه سيكون بهذا الثقل.

وما كان بوسعي إلا أن أكتب بيدٍ مرتعشة، وقلبٍ ممتلئ بالقلق، ووقتٍ ضيق لا يكفي حتى لألتقط أنفاسي.

وحين بدأت أراجع إجاباتي، سُحبت الورقة… قبل أن أُنهي، قبل أن أظلل كل ما كتبت، قبل أن أتنفّس حتى.

أما العربي، الذي ظننته مأواي الأخير، فكان بابًا آخر للخسارة.

أسئلةٌ مبهمة، وسطورٌ باردة، ومفاهيم عابرة لا تستقر في الذاكرة.

أكتب الآن، لا لأشتكي، بل لأفهم:

هل خذلتني نفسي؟ أم خذلتني المنظومة؟ أم أن الأحلام الكبيرة لا تليق بمن تعثّروا؟

كل ما أعرفه الآن… أن شيئًا داخلي انكسر.

وربما…

ربما أعود يومًا لأكتب نهاية مختلفة.

أو ربما لا أعود أبدأ..