ليس مؤلمًا أن يجهلك الغريب، بل أن يتجاهلك من يعرف تفاصيلك، من حفظ صوتك في الفرح، وعرف ملامحك حين ينكسر الضوء في عينيك.
أنا لا أخاف التجاهل من الجميع…
بل من أولئك الذين يسكنون جهات القلب الأربع:
من أسمّيهم إخوتي، من اخترت أن يكونوا أصدقائي، ومن أقسم قلبي أن يكون لهم وطنًا… زوجًا، رفيقًا، سندًا.
أولئك الذين جعلتُهم من طينتي، وسقيتُ وجودهم من ماء روحي، فإذا بهم يتعاملون مع حضوري كأنه لا يُثير فيهم شيئًا.
التجاهل منهم موجع، كأنك تصرخ في حلمٍ لا يسمعك فيه أحد، كأنك تُطفئ شُعلة محبّتك بنفسك كي لا تُضيء بلا فائدة.
أنا لا أبالغ، لكنني أعيش المشاعر بعمقها، أحبّ بكامل طاقتي، وأهتم كما لو أن العالم كله يتوقف حين ينكسر من أحب.
وأنا لا أطلب سوى شيء بسيط… بسيط جدًا:
أن أُقابل بالقليل من ذاك الذي أُعطيه،
أن لا أُنسى في الزحام،
أن لا أكون خيارًا مؤجلًا، أو ظلًّا لا يُلتفت إليه إلا في غياب النور.
التجاهل لا يجرح فقط، بل يُعيد تشكيلك من الداخل…
يعلّمك كيف تُطفئ قلبك، كيف تتقن الصمت بدل العتاب، كيف تبتسم وأنت تنسحب بصمت… حفاظًا على
ما تبقّى من كرامتك.
التعليقات