التنمر ليس انفعالًا عابرًا، بل خلل في ميزان العلاقات بين البشر. حين يُهان الإنسان في مدرسته، عمله، أو حتى في بيته، لا لشيء إلا لأنه مختلف أو ضعيف، فنحن أمام عطبٍ أخلاقي يتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية.

هو قهرٌ مقنّع، يتوارى خلف المزاح أحيانًا، وخلف صمت الأغلبية أحيانًا أخرى. ينمو حين يصمت الناس، ويقوى حين تُشرّع له العيون المغلقة. التنمر لا يحتاج إلى سلطة سياسية ليمارس سلطته، يكفيه مجتمعٌ فقد حسّه بالرحمة.

وحين تُصبح القسوة عادة، يفقد المجتمع إنسانيته تدريجيًا.

لا مواجهة حقيقية للتنمر دون نشر ثقافة الاحترام، وردّ الاعتبار للفرد، وتربية جيل يرى في الاختلاف غنى لا سخرية، وفي الضعف لحظة إنسانية لا فرصة للهجوم.