السعادة سؤالٌ عميق يشغل بال الإنسان منذ القدم، ونتساءل: هل سرها في أيدينا نحن؟ هل نملك مفاتيحها لنفتح بها أبواب الفرح والرضا؟ أم أنها تتبع تقلبات الحياة وظروفها، وربما تعتمد على مساعدة الآخرين لنا لنبلغها؟
سيصيبنا الفرح يوماً
شخصياً أرى أن السعادة تتأثر كثيرًا بما يحدث للفرد نفسه، فحتى لو قرر الإنسان أن يكون سعيدًا، قد تجبره ظروف الحياة على الحزن والضيق، مثلاً كيف لشخص تعرض لظروف قاسية ومشاكل وتحديات كبيرة أن يصبح سعيدًا بمجرد اتخاذ قرار بذلك؟ بالطبع في مثل هذه الحالات لا يستطيع القرار الشخصي وحده أن يصنع الفرح، لأن السعادة ليست فقط مسألة إرادة، بل هي تفاعل مع الواقع وما يحيط بنا من عوامل خارجية تؤثر علينا بشكل عميق.
صحيح أن الظروف القاسية تؤثر في شعور الإنسان، لكن ما يحدد عمق الأثر ومداه هو طريقة استقبالنا لهذه الظروف وتعاملنا معها. فالسعادة لا تعني غياب الألم، بل في كثير من الأحيان تعني قدرتنا على إيجاد معنى وسط المعاناة، والتحديات قد تؤخر السعادة أو تُغيبها مؤقتًا، لكنها لا تنفي إمكانية وجودها، لأن موقفنا الداخلي هو ما يختصر المسافة بينها وبيننا.
التعليقات