تزوج أحد أصدقائنا منذ فترة قريبة، وقد تزوج زواج تقليدي مرتب مسبقاً، وقد سبق الزواج فترة تعارف إلى أن ارتاح الزوجين لبعض وتمت بعدها الزيجة.

لكن لاحظنا عدم سعادة صديقنا وميله إلى الحزن والسكوت على خلاف طبعه العادي، وعلى خلاف المفترض والمنتظر من شخص تزوج حديثاً.

حادثناه بما نلاحظه منه، فما كان منه إلا أنه اندفع في حديثه، كأنه ينتظر سؤالنا حتى يبادرنا بما يدور في نفسه وما يحيره، قال لنا:

الأمور بيننا على خير حال، إلا أنه لا يوجد بيننا أي تقارب عاطفي أو نفسي، كأننا غريبان يسكنان معاً، نحن نأكل معاً ونشرب معاً، ونعيش كأي زوجين طبيعيين، ولكننا غير متآلفين أو متقاربين، فيمكن أن تغيب زوجتي عني فترات دون أن أشتاق لها، وهي تقول أنها تشتاق لي إن غبت، لكنني أظنها تقول ذلك بدافع المجاملة، وأضاف جملة علقت في ذهني، قال: "هذا خلاف ما توقعته، فكأن عقد الزواج هو ورقة ليست لها أي قيمة بحد ذاتها – فلا تحمل أي معنى بخلاف أنها تصريح مجتمعي ليعيش فردان معاً، دون أن تضيف معنى لهذا العيش".

حين قال ذلك لم أعرف ما أقول، رغم أن بعض الأصدقاء حاولوا التهوين عنه بقولهم أن ذلك شيء طبيعي في بداية الزواج، وأن العاطفة تأتي مع الوقت..

فهل أصبح الزواج في مجتمعنا واجباً مجتمعياً يخلو من المعنى؟