هناك ظاهرة مزعجة تقتلني وأظن أنه حان الوقت للكلام عنها وطرحها للنقاش، لأرى من هنا يلاحظها مثلي، أم أنا من أتوهم ذلك!
كثيرًا ما يُختزل التعبير العاطفي في خانة "الترف" أو "الأنوثة"، خصوصًا في تصوراتنا المجتمعية حول الرجال. لكن حين نقترب أكثر من الواقع، نجد أن غياب هذا الوعي هو نتيجة تراكمات تربوية ونفسية ممتدة، تبدأ من الطفولة حيث يُمنع الطفل الذكر من التعبير عن الحزن أو الخوف، وتُربط الرجولة بالكتمان والقسوة. هذه التربية تخلق فجوة بين الرجل ومشاعره، وهذه الفجوة تكبر وتكبر وتكبر تدريجيًا، وتؤثر لاحقًا على علاقاته وقراراته وصحته النفسية، دون أن يشعر أن هناك خللاً في الأساس.
بعيدًا عن الكلام المعقد، والله لا أقصد التنظير ولكني أتحدث عن خللٍ ملموس يظهر في العلاقات المتوترة، وفي الحوارات المعطلة، وفي الضغوطات التي لا تجد منفذًا سوى الانفجار أو الانسحاب عوضًا عن المواجهة. والأمثلة اليومية حولنا كثيرة: رجال ناجحون مهنيًا فاشلون عاطفيًا؛ لأنهم عاجزون عن التعبير عن احتياج بسيط أو عن فهم مشاعر شريكاتهم. فمثلًا، الكثير من الرجال يرون العاطفة والاهتمام بمشاعر الطرف الآخر مجرد مضيعة للوقت، يميلون إلى الصمت بدلًا من التعبير، ويحاولون إصلاح كل شيء بالقوة بدلًا من محاولة فهم ما يحتاجه الطرف الآخر منهم فعليًا.. والأمثلة كثيرة..
فمتى نبدأ بالتعامل مع هذه الفجوة بجدية! والسؤال الأهم: هل يعترف الرجل بهذا الخلل لديه؟
التعليقات