تخيل طفلًا يحمل مسؤوليات تفوق عمره، يعيش وسط عائلة لا تفهمه، كلما أراد الحديث عن مخاوفه قوبل بالسخرية أو التجاهل. لم يكن هناك من يعلمه كيف يواجه الحياة، كيف يتخذ القرارات، كيف يتعامل مع مشاعره، فظل يكبر وهو يشعر بالضياع، يبحث عن إجابة لسؤال لم يسأله أحد: "ماذا أفعل؟"

ثم، في لحظة غير متوقعة، يجد شخصًا بعيدًا عن محيطه المعتاد، يكبره سنًا وخبرة، لكنه يصغي له، يرشده، يطمئنه، يمنحه ذلك الشعور بالأمان الذي لم يعرفه من قبل. يصبح هذا الشخص بمثابة المعلم، المرشد، وربما الأب الروحي. ليس حبًا، ليس تعلقًا عاطفيًا، بل علاقة قائمة على الاحترام، التقدير، والاحتياج العميق ليد تمسك بيده في وسط العتمة.

لكن، هل هذا طبيعي؟

  • هل من الجيد أن يجد الإنسان الدعم من غريب بدلًا من عائلته؟
  • هل يمكن لشخص غريب أن يكون أكثر فائدة من الأهل؟
  • هل هذه العلاقة صحية أم أنها مجرد تعلق ناتج عن الحاجة؟
  • ماذا لو كان هذا المرشد شخصًا غير مؤهل للنصح؟ هل يمكن أن يتحول إلى خطر؟
  • ما اسم هذه العلاقة؟ هل هي علاقة معلم وتلميذ؟ أب روحي وابن غير بيولوجي؟ أم مجرد تعلق ناتج عن الفراغ؟

حين تضيع في طريق مظلم ولا تجد من يأخذ بيدك، هل من الخطأ أن تتبع الضوء، حتى لو كان مصدره غريبًا؟