الفقدان ليس مجرد غياب، بل هو مساحة فارغة تتمدد بداخلنا، تتخلل أنفاسنا، وتسكن زوايا الذاكرة. إنه لحظة إدراكٍ مرعبة أن شيئًا ما قد انطفأ، أن شخصًا أو حلمًا أو حتى إحساسًا قد اختفى إلى الأبد. نحن لا نفقد الأشياء دفعة واحدة، بل نتآكل بها شيئًا فشيئًا، حيث تصبح الذكريات شظايا تقرّبنا ممن رحلوا، لكنها في ذات الوقت تذكّرنا بأنهم لم يعودوا هنا.

المؤلم في الفقدان أنه لا ينتهي عند لحظة الوداع، بل يبدأ منها. إنه ظلٌّ طويل يمتد مع الأيام، يعيد تشكيلنا، يتركنا أشخاصًا جُددًا بملامح أقدم. ومع ذلك، في جوهر الفقدان يكمن الدرس الأعظم: لا شيء يبقى، ولا شيء يُنسى، بل نحن نواصل، نحمل الندوب كأدلة على الحب، ونمضي، لا كما كنا، بل كما صاغنا الغياب.

"نحن لا نتجاوز الفقد، بل نتعلم كيف نحمله معنا دون أن يسحقنا."

هل الفقدان يعرّينا من ذواتنا القديمة أم يعيد تشكيلنا في صورة جديدة؟

A.S.A.K.W