في منتصف الزحام، وبين ضحكات الأصدقاء، شعرتُ أنني وحيدة أكثر من أي وقت مضى. كيف يمكن أن نكون محاطين بالناس، ومع ذلك نشعر أننا في عزلة تامة؟ وهل العزلة دائمًا سيئة، أم أنها أحيانًا تكون الحاجة التي نغفل عنها وسط فوضى الحياة؟
متى تكون الوحدة مؤلمة؟
نحن ككائنات بشرية نميل بطبيعتنا إلى التفاعل مع الآخرين، إلى البحث عن الأمان في وجود من نحبهم ونشاركهم تفاصيل حياتنا. لكن أحيانًا، قد نجد أنفسنا محاطين بالكثير من الناس، ومع ذلك نشعر بالوحدة. قد يكون السبب فقدان من يفهمنا، أو الشعور بأننا لسنا في المكان الصحيح، أو حتى أننا لم نعد نعرف أنفسنا وسط كل هذه الفوضى.
الاختلاء بالنفس: فن لا يتقنه الجميع
على الجانب الآخر، هناك من يجد راحته في الانعزال المؤقت، في لحظات هدوء يجلس فيها مع نفسه دون إزعاج. هذه العزلة ليست هروبًا، بل مساحة للتفكير، للتأمل، لإعادة ترتيب الفوضى الداخلية. أن تجلس وحدك دون أن تشعر بالفراغ، أن تستمتع برفقتك كما لو كنت مع أعز أصدقائك، هذا فن لا يتقنه الجميع.
كيف نوازن بين الاثنين؟
الراحة الحقيقية تكمن في معرفة متى تحتاج للناس، ومتى تحتاج لنفسك. لا عيب في الرغبة بالوحدة عندما تصبح الأصوات الخارجية مرهقة، ولا خطأ في البحث عن من يشاركك اللحظات عندما تشعر أن العزلة أصبحت ثقيلة. المفتاح دائمًا هو أن يكون كلا الخيارين بقرار منك، وليس نتيجة ظروف فرضت عليك.
في النهاية، الأمر لا يتعلق بعدد الأشخاص حولك، بل بمدى انسجامك مع نفسك. فإن كنت تجد الراحة في عزلتك، فأنت لست وحيدًا، بل في رحلة لاكتشاف ذاتك.
وأنت، متى كانت آخر مرة استمتعت بعزلتك دون أن تشعر بالوحدة؟
A.S.A.K.W
التعليقات