عزيزي صاحب السريرة:
لا أنا ولا فؤادي ولا عقلي على ما يرام. ونحن جميعًا نعاني.
والسبب مجهول تمامًا، كإحساسي بأنني جاهلة بكل ما صنعت أو اتخذته والمبدأ يتبخر بفعل الضغط أو من المرجح من التراكمات. أشعر بضياع عميق. فؤادي مضطرب، وعقلي مشغول بأفكار متشابكة، ولا أجد راحة. السبب في هذه المعاناة غامض، كأنني ضائعة في متاهة لا أجد لها مخرجًا. هل لأني لا أعطي للموقف حقه؟
أعتقد أن جزءًا من المشكلة يكمن في أن مشاعري دائمًا ما أهمشها، أتجاهلها بجحيم الجهل الذي يختلجني حينها يتراكم بمرور الوقت، كحجر ثقيل على صدري يمنعني من التنفس، وتعيقني من فهم وإدراك ما يدور حولي بسبب إيعائي من ضيق التنفس ذاك، ولا أحد يدرك كم الصراع الذي أعيشه في الفانية والآخرة، وعندما أطمح إلى بعض الساعات القليلة أريح بها عقلي من شدة تفكيره، فيبات مشغولًا حينما يتسلل النوم إلى عيناي، فلا تفكير يتوقف عند اليقظة أو النوم.
أتمنى أن أحظى بهدوء نفسي قليل، أسترجع به قواي المهدورة في حرب قام علي أشياء تافهة، لا تعني شيئًا، وترك الأهم وما يستحق كل هذا دون ردة فعل، بادل الردة بأخرى تسعده مؤقتًا، لحين العودة. أجد صعوبة في فهم ما يحدث لي، أتمنى لو استطعت التخلص من هذه الأعباء التي لا طائل منها، والتركيز على الأشياء المهمة في الحياة.
نبع السر
منة محجوب✍
22 مارس 1901
#منة_محجوب #سلسلة_رسائل_أدبية #رسالة
#رسائلكم #خربشات #نصوص #أدبيات #كلمات
التعليقات