اذا ما أفترضنا أننا نعرف كيف نقرر قرار لن نندم عليه أبداً فماهي هذه الآليات مع تطور العالم وتسارعه في النمو التقني والعلمي والبحثي ولم نجد الى الآن قيمة أو دعوى أو تجربة أو نظرية تؤكد لنا أننا أن قررنا أي قرار ولو كان مدروس الأمر لا يُعنى بنظرتك أنت بل بالنظرة الكاملة للصورة الكاملة فمع تعاقب ظهور خوارزميات وتقنيات كثيرة لم يجد البشري بداً إلا بالكسل أن يقرر أي أمر هو هذا الأنسان عينه الذي اذا ذهب ليتغذى في مطعم يطيل النظر في أصناف كثيرة ليطلب الطلب الذي لطالما كان يطلبه فلماذا مثلاً لا توجد فكرة أو تقنية تمنع هذا التشوش السليم ان صح التعبير، ولو فكرنا أن القرار هو تأثير مهم اظن سنصبح مثل الكمبيوترات فأين الحل؟

لو مثلاً لدينا جهاز لصناعة قرار مجدياً ولكن أظن أنه من غير الأخلاقي لأنه حقيقة لا يوجد قرار سليم إلا لو عرفنا الصورة كاملة وأقصد بذلك معرفة المستقبل فلو قررت مثلاً بيع كل ما تملك لتساهم بشركة ما وأعطيتك هذا الجهاز قد تقرر وتطمئن لهذا القرار وتجد أنك خسرت حقيقة أن الأمر مُربك كون قراراتنا لن تكون يوماً صحيحة إلا النزر اليسير بسبب أن الحياة أساساً غير مستقرة فلو كان هناك جهاز للتقرير عن الأنسان كيف سيكون كنهه هل سيؤذي البشرية أم سيكون تكهنات أظن أنه بالمستقبل قد يؤذى الأنسان من التقنية في سبيل تقرير مصيره أو أي قرار.