ليست الوحدة شيئا مخيفا أو محزنا ، إنها بمثابة نافذة للروح والذات ، وكل منا على حسب شخصيته ونوعها له درجة إحتياج إلى الوحدة ...
هل تحب أن تكون وحيدا ؟ أم تخاف من الوحدة ؟
أفضل البقاء وحيدة ، بل إنني أكون سعيدة حين أكون وحيدة وأستمد طاقتي منها.
نعم، الوحدة ليست عادة شبحًا مخيفًا ولكن إذا استمرت بمحاوطتنا كثيرًا فبالتأكيد ستتحول إلى شيء مخيف في نهاية المطاف. فمثلًا أن لا أهاب الظلام ولكنني بالتأكيد سأكره ان أقضي طيله حياتي فيه. برأيي أننا مهما اعتدنا على الوحدة وفعل كل شيء بمفردنا دائمًا سنجد أنفسنا تحن إلى الصُحبة وتواجد أشخاص نثق بهم من حولنا كي نشاركهم الرحلة، فيفرحوا لنجاحاتنا ويربتوا على كتفنا في اوقات الحزن والكسرة. وبالإضافة إلى ذلك، فالمركز الأمريكي للسيطرة على الامراض والوقاية منها نشر تقرير أشار فيه إلى إن العزلة الأجتماعية تزيد من خطر الوفاة المبكرة للأشخاص، وهو خطر قد ينافس خطر التدخين والسمنة والخمول البدني. وارتبطت العزلة الاجتماعية بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50% تقريبًا، وارتبط ضعف العلاقات الاجتماعية بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29٪ وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 32٪. وأيضًا ارتبطت الوحدة بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والانتحار.
نعم الإنسان لايمكن أن يظل وحيدا طول العمر ، ولكن الوحدة لابد منها ، تحتاج للقليل من الوقت للتفكير بهدوء مع نفسك وتجول وتصول داخل الجزيرة التي بداخلك ، وأن تخوض رحلة لإكتشاف ذاتك ... فنحن بحاجة لبعض الساعات من الوحدة في أيامنا ، وألا نكون متاحين للجميع دوما ، فنحن قد نعرف الاخرين ولانعرف أنفسنا ، فلا بد لنا من الجلوس وحيدين لمراجعة النفس...
كما قال ابن عربي : إعتزل الناس ليسلموا منك لا لتسلم منهم"
والإنسان يميل أحيانا ليكون داخل جماعة فهو كائن أجتماعي كما يقول أرسطو ، والذي قال كذلك : أن من يستطيع العيش وحيدا إما أن يرضخ تحت مستوى البهيمة أو يسمو فوق البشر" ، فالانسان يحب أن يكون داخل جماعة ...، لكن رغم تأكيده على ضرورة التجمع البشري ، فهل تتصور أنه أنجز إنجازاته كتبه التي فاقت الألف كتاب وهو داخل الجماعة ، طبعا لا فقد إنعزل وكتب مؤلفاته ...
💌
التعليقات