• أزمة إلغاء الآخر:

بداية، إلغاء الآخر لأول ولهة قد لا يكون ظاهرا لدينا، وقد نعتبر أنفسنا نحن معترفين بوجود الآخر في حياتنا، لكن سرعان ما تتجلى العديد من الفوارق كالإصرار على التشبت بالرأي، واعتبار أن كل الآراء خاطئة، وهذا ليس مسألة غريبة، فنحن منذ ولادتنا نسعى لإثبات الذات، وفي ذلك السعي، قد يصبح إلغاء الآخر نتيجة حتمية..

نجد أمثلة لدارسين وباحثين، وعلماء يشهد لهم بالصواب، لكن لا يتم الاستشهاد بهم ولا الأخذ برأيهم، رغم أننا في الداخل مقتنعون أنهم على الصواب.. فهل كان المتنبي من بينهم؟

  • بين المتنبي وشكسبير عظمة أدبية متقاربة:

أيمن عتوم وفي إحدى مداخلاته الأدبية، تحدث عن أزمة إلغاء الآخر والتي نعانيها عربيا وبشكل كبير، العديد من الروائين لا يعترف بزميله، والعديد من الكتاب لا يقرأون لبعض، وهناك فوهة أدبية بين الكتاب..

نفس الأمر يرجعه أيمن العتوم لتهميش المتنبي لدينا، رغم أنه شاعر عربي لم يكن أحد من قبل ولا من بعد في بلاغته وقوة فصاحته ورفعه لمستوى لغتنا، لكن العديد من المناهج العربية لا تتناوله، والعديد من الكتاب لا يذكرونه..

عكس العالم الغربي الذي يخصص في المناهج أعمال شكسبير الحيز الكبير، وتتطوع العديد من مطابع النشر لتوزيع نسخ مجانية وبعضها تبسيطي للصغار، وبعضها نسخ محينة وبشكل محبب للقراءة..

أين نحن من هذا كله؟ هل فعلا كان بإمكاننا أن نجعل من المتنبي شهيرا وعظيما بقدر شكسبير؟ أم أن مسألة إلغاء الآخر لا تعدو أن تكون فطرة بشرية يجب الاعتياد عليها؟