لا شك أن الزمن كفيل بتغيير قناعاتنا وأفكارنا، وربما يكون قد مر بعضنا بذلك من قبل.
ربما كان لدينا حلما معينا، فكرة مشروع، وجهة نظر معينة، ولكنها تلاشت أو تغيرت مع مرور الزمن.
أحد أهم وأبرز الأفكار المتداولة بين شباب جيلنا هي فكرة التخلي عن الوظيفة والتوجه للعمل الحر، وهي فكرة تناقض الفكرة التي عاش عليها آباؤنا وأجدادنا.
ربما لم تكن فكرة العمل الحر متاحة أو منتشرة أصلا في جيلهم، ولكنها حديث الساعة في جيلنا بكل تأكيد.
أغلبنا يحلم بفكرة التحكم المطلق بظروف عمله، وأن يتملك الفرصة لكسب المزيد من الأموال من خلال أعمال إضافية، وأن يحصل على الراحة المناسبة من وجهة نظره.
أغلبنا اضطر للدخول في صدام مع أسرته ليثبت لهم صحة وجهة نظره، وبعضنا اضطر مجبرا أن يوازن بين هذا وذاك، والبعض قد حول حياته المهنية بالكامل في اتجاه العمل الحر.
كثيرة هي المساهمات التي تناولت المميزات والعيوب لكل من الوظيفة والعمل الحر، وكثيرة هى الآراء التي نادت بأفضلية العمل الحر على الوظيفة رغم ما يشوب الأولى من مساوئ وأضرار.
وأعتقد أن أغلبنا يعمل بشكل حر ولو جزئيا، أي أن أغلبنا قد دارت برأسه كل تلك الأفكار سابقا، وبالتأكيد قد خاض نقاشات على المستوى الأُسَرى لإثبات وجهة نظره.
ويبقى السؤال المطروح الآن؛ إذا كان آباؤنا وأجدادنا لم يغيروا قناعاتهم بأفضلية العمل الوظيفي على مدار سنوات مضت، ونحن قد تغيرت قناعاتنا، فهل سنحافظ على هذه القناعات بعد عشرون عاما مثلا؟!
أم أنه من الوارد أن تتغير تلك القناعات وربما في سنوات أقل؟!
ما رأيك أنت؟
التعليقات