هل الشر جزء أصيل في العالم الذي خلقه الله ؟ أم أنه ظاهرة دخيلة ؟
هل الله هو خالق الشر ؟ إذا أجبت بنعم ستتكون ثلاثة مشاكل كبيرة ،
المشكلة الأولى هي المشكلة الكتابية فالقرآن الكريم يتكلم عن إله صالح لا يفعل الشر مطلقا ولم يخلقه ولا يريد وجوده أصلا ،
المشكلة الثانية و هي مشكلة منطقية فالله بحسب التعريف فهو مطلق الصلاح الأخلاقي فبفكره و نواياه صالح أخلاقيا وهذا يعني منطقيا الله لا يمكن أن يفعل الشر
المشكلة الثالثة هي كمال الله الأخلاقي و هو يتضمن العدل الكامل من قبل الله وهذا يعني أنه يحاسب المخطئ و المجرم .
اذا اذا كان الله هو خالق الشر ، فكيف سيحاسب المخطئ على الشر الذي إرتكبه ؟ فلا يمكن إذا أن يكون الله هو مصدر الشر وهذا الطرح غير مقبول على الإطلاق .
إذا كان الشر موجود و لم يخلقه الله فمن صانعه ؟
الله لم يخلق الشر لأن الشر ليس شيئا ليُخلق ، خلق الله دائما يوجِد أشياء من العدم هذا هو تعريف الخلق و الكون قبل الخلق لم يكن موجود لكن بعض الخلق صار له وجود و جوهر مستقل و محدد ، فالشر هو فساد يحصل للأشياء مثلا إذا إخترعت لعبة ورق و أعطيتها قوانين فأصبح لديها وجود حقيقي مستقل لكن لنفترض أن هناك شخص كان يلعب هذا اللعبة و غش وكسر قوانين اللعبة وهذا فسد دخل على نظام هذا اللعبة .
ففي هذا السيناريو ، هل الغش كان مسؤوليتك أنت الذي إخترعت اللعبة أو مسؤولية الشخص الذي يلعب و هل المخترع يستطيع خلق الغش ضمن اللعبة ؟
الغش هنا ليس ما يستطيع المخترع صنعه بل فساد يحدث أثناء اللعب .
فالشر لا يصنع إذا و الفساد يبقى كإحتمالية
الشر لم يخلقه الله لكن سمح بإحتماليته لكن السبب في نقل الشر من الإحتمالية الى الواقع هو الإنسان .
لكن هناك سؤال يتولد في أذهاننا عند التسليم بهذا القول !
لماذا يسمح الله بإحتمالية الشر ؟
كان من الممكن لله أنه يخلق كون لا يحتوي على الشر لكن الكون الذي يخلو من إحتمالية الشر يخلو أيضا من إحتمالية البطولة ، الله سمح بالشر كإحتمالية و ليس كحالة متحققة لكي يسمح للبشر في أن يكونوا عظماء .
الإنسان لديهم مستويان من الحرية الأوّل هو أن يختار ما يفعل يعني تستطيع الإختيار بين القهوة و الشاي أو إنك تستيقظ أو تكمل قيلولتك ، هذه إختيارت تقوم بها بكامل حريتك لكن المستوى الثاني من الحرية هو أن تختار من تكون فالإنسان ليس حرا في إختيار القرار بل حرّ أيضا في صنع و تشكيل الآلية التي يقوم فيها بقراراته يعني أنت ممكن تختار إنك تكون شخص عنيف أو متعصب ...
لكن لماذا هذه الحرية ؟
لو الله خلق فيك شخصية مخبوزة و جاهزة و لاتقوم إلا بالخير و تكون قراراتك الحرة محدودة في مجالات صنع الخير النتيجة ستكون أنك ستحمل الخير فعليا لكن عمليا هذا الخير كان مفروضا عليك و لم يأتي من داخلك إذا ستكون خيّرا في هذا الحالة وحرّ في دائرة الخير لكنك لا تفعل هذا الخير لأنك تحبه بل إنه القرار الوحيد المتاح لك !
إذا فمن أفضل أن يكون الإنسان قوي و يختار الخير بحرية او أنه يكون محمي يختار الخير كفرض ؟
وكقصة على هذا المثال كلنا نعرف قصة سيمبا في فيلم الملك الأسد"The lion king" ، هو أسد صغير إبن "موفاصا" ملك الغابة و كان "موفاصا" قوي و حكيم لكن كان يملك أخ إسمه "سكار" كان حقودا جدا و غير وحلمه أن يكون ملك الغابة . فقام بفخ لأخيه "موفاصا" وقتله فكان سيمبا يرى أباه و هو يحتضر و هو عاجز عن إنقاذه ، فسقنعه "سكار" أن موت أبسه كان بسببه فيهرب سيمبا بعيدا و يعيش حياته محاولا نسيان الماضي الأليم . و عندما أصبح كبير يلتقي ب صديقته القديمة "نالة" وتقنعه بان عليه إستيراد حكم أبوه و يقتل عمه الشرير و ينقم لأبيه . و بعد صرار كبير مع نفسه و بمساعدة القرد صديقه إجتمع قوته و ذهب لعمه "سكار" و بعد معركة طويلة إنتصر "سيمبا"، في هذه القصة نرى تكوين شخصية البطل و بعد صراعه مع الشر أصبح بطلا ف"سيمبا" المنتصر على الشر أفضل من "سيمبا" في قصة تخلو من المعاناة .
التعليقات