هناك قصّة دائمًا نخبرها لانفسنا عندما نمرُّ بحدث من الأحداث، وهي ما تجعل الحدث نفسه إيجابيًا أو سلبيًا في أعيننا.
هذه القصّة سرعان ما تُصبح كالمغناطيس، تجذب حولها أفكار، مشاعر، ومن ثم أفعال على أرض الواقع، فلو فوجئت بزحام وتأخرتَ عن العمل، ستفكر بسوء هذا الأمر، وتصحبه بمشاعر سلبية، ثم تتصرّف على إثره كأن تلعن وتصرخ، والمغناطيس لا يتوقّف هنا، قد يجذب مشاعر سلبية أخرى لبقية اليوم.
لحسن الحظ تستطيع إيقاف هذه الدوّامة بمجرد أن تشعر بها، فتغيّر من القصّة، فتغيّر أفكارك ومشاعرك ومن ثمَّ أفعالك.
اليوم مثلًا، لم يلتزم أحدهم معنا بموعد، كنّا نريد تغليف غرفة بورق للجدران، فتأخر وماطل، فوبّخه أبي وألغى العقد. وشعرتُ أنّه التصرّف الصحيح. وبدلًا من أن يعود لنا اليوم وغدًا، سننتظر أسبوعًا آخر بسبب هذا الانفعال، لأنّنا نبحث عن واحد جديد.
الموضوع كان مزعجًا لي، فالغرفة فيها كل ما استخدمه ليوم مُنتج، وهي الآن مُفرّغة مُعدّة لأن تُغلَّف. ممّا عطّلني عن فعل شيء مفيد. لكنّي حاولتُ تغيير شعور الانزعاج لشيء استفاد منه بتغيير قصتي لنفسي:
1- فرصة لتعلّم اظهار الفضيلة بالصبر، وضبط الأعصاب، فقليل من اللين، كان سيُنهي عمل الغرفة اليوم أو غدًا.
2- فرصة لتعلّم طباع الناس في الواقع، فما كلّهم يلتزم بموعد، ولا يجب أن ندع هذا يؤثِّر فينا.
3-فرصة لتحقيق يوم مُنتج بدون الأدوات الطبيعية، فقد تأتي أيام أطول من هذه أُجبر عليها على مثل ذلك، فحوّلت الازعاج الى تحدي.
وأنت، أيّ القصص تستخدم؟
التعليقات