دائمًا ما تشتهر المحلات التُجارية في الأماكن السياحية بأسعارها المُرتفعة بناء على الفئة التي تزورها، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل حتى المحلات والمتاجر العادية ترفع السعر بمجرد أن يظهر أمامها سائح، وليس الأمر مجرد رفع بسيط في السعر بل في بعض الأحيان يصل الأمر إلى عشرات أضعاف سعر السلعة الأصلي .

في تجربة تلفزيونية واقعية بإحدى حلقات برنامج الصدمة، تم تسليط الضوء على قضية وهي النصب والإحتيال على السُياح، وذلك من خلال شخص يُمثل دور بائع في الشارع ويأتي إليه شخص يُجسد دور سائح ويطلب البائع من المارة في الشوارع الوقوف للترجمة للسائح، ويبدأ كل شخص يقف في ترجمة المناقشة بين البائع والسائح حتى يطلب منه البائع عرض سعر للسلعة أكبر من سعرها الحقيقي بعشرات الأضعاف !

ما استوقفني هو قبول الكثير من الأشخاص هذا العرض وإبلاغ السائح بالسعر المُزيف رغم علمهم أن السلعة رخيصة جدًا ولا قيمة لها، وهناك أيضًا من المارة من وقف مع البائع لإقناع السائح أن تلك السلعة أصلية رغم أنها واضح جدًا تزييفها، وقليلون جدًا الذين اعترفوا للسائح أن البائع كاذب !

وقفت أمام هذا الموقف أُفكر لماذا يتم التعامل مع ظاهرة رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه للسُياح بأنها أمر طبيعي في حين أنها نصب وإحتيال واضح؟

قد يُبرر ذلك الكثير من الأشخاص بأن السائح لا يحق له التمتع بنفس السعر الذي يتمتع به المواطن العادي بإعتبار أن هذا السعر إمتياز للمواطن العادي، وهُناك من يتخذ فارق العملة مبررًا لرفع الأسعار، وأن السائح يستطيع شراء هذه السلعة بهذا المبلغ وبذلك فهي فرصة للبائع أن يُحقق ربح كبير في وقت قصير .

ولا يتوقف الأمر على التجار فقط؛ بل حتى المواطنين العاديين ينظرون إلى الأمر بأنه أمر طبيعي ويحق للبائع فعل ذلك فهو مسكين وفقير في حين أن هذا المبلغ لا يفرق شيئًا مع السائح !

وهذا ما كان يُبرر به بعض المارة أثناء الحلقة في البرنامج .

ما رأيك في هذا المبدأ وفكرة رفع الأسعار على السُياح بشكل عام؟!، وماذا ستفعل لو طُلِب منك أن تُترجم للسائح ثم اكتشفت أن السعر الذي يُريده البائع مُبالغ فيه ؟