...نذهب إلى يوم موتنا غير أننا متشبثين بالحياة, لأنه لا ندرك متى سيحل علينا ؟؟ و لو كان العكس لتسارعنا للوصول إلى ما نريد بأقصى سرعتنا و نحن لا ندرك أن هذا التسارع سيقودنا إلى التوقف و الموت قبل ذلك اليوم و في الغالب سيكون موتا إنتحاريا. لأن أحلامنا مرتبطة بحجم أملنا في البقاء على قيد الحياة و ليس بتاريخ فراقها, حتى و إن كان هذا التاريخ بعيد بألف سنة. هنا تتجلى حكمة الخالق, فجهل حقيقة بعض الأمور خير من معرفتها.
لو كنا نعلم اليوم الذي سنفارق فيه الحياة, هل ستتسارع خطانا نحو تحقيق أهدافنا أم ستتباطأ ؟؟
الحياة اختبار، لذا إن علمت أن حياتك ستنتهي خلال شهر وأنت تعمل كمعلم مثلا هل يشغل بالك عملك؟ أم تسارع لتعد نفسك لما هو آتٍ.
مثلا إن كنت تقضي يومك ٩٥٪ لأهداف دنيوية وأهداف شخصية، وال٥٪ الباقيين للتعبد، بمعرفة الموعد ستنقلب النسبة فعليا ولا إراديا.
تخيل لديك اختبار بعد يومين أو مقابلة لعمل بعد يومين، ماذا ستفعل؟ ستتفرغ لتستعد حتى تنجح
، هذا أيضا ما سيفعله أي شخص يعلم قرب موعد موته.
الحياة اختبار، لذا إن علمت أن حياتك ستنتهي خلال شهر وأنت تعمل كمعلم مثلا هل يشغل بالك عملك؟ أم تسارع لتعد نفسك لما هو آتٍ.
أنا لا أظن أن رضيعا سيسارع ليعد نفسه لما آت, لأنه بكل بساطة لا يعي أنه قد يموت بعد شهر. ما أحاول توضيحه هنا أنه لو قدر علينا الله أن نعلم ميعاد وفاتنا فسيكون ذلك من اللحظة التي نخرج فيها للحياة أو على الأقل عند الفترة التي سنعي فيها مالنا وما علينا, و ليس عندما يتبقى شهر من عمرك.
أرى أن الحكمة من إخفاء الله لموعد الموت لا تتوقف عند الأمور الدينية وما بعد الموت فقط, إنها جرة ماء تسقي ظمأ العطشانَيْنِ معا.
التعليقات