لا بد وأن يتعلم الأطفال قول الحقيقة بالطبع، ولكن في بعض المواقف قد يتحول قول الحقيقة من جانبهم لمشكلة أكبر كإيذاء مشاعر الآخرين أو الوقاحة في حقهم، وهم في ظنهم أنهم فقط يقولون الحقيقة، أعتقد أننا مررنا بمواقف كثيرة مشابهة شعرنا نحن الكبار بالحرج نيابة عن أطفالنا بسبب هذا، فلنتخيل مثلًا أنه أثناء حديثنا مع شخص ما، يأتي طفل ويقول له "أنت سمين". وهو في ظنه أنه فقط يقول الحقيقة كما علمناه. فكيف نعلمهم التفرقة بين الأمرين بما يناسب عقلهم؟
كيف نعلم طفل الفصل بين قول الحقيقة ومراعاة مشاعر الآخرين؟
سلوك الأطفال وقدراتهم على الاستيعاب والالتزام تختلف باختلاف أعمارهم, الأطفال الذين يتفوهون بتعليقات محرجة هم بسن صغير جدا لا يميزون فيه الصواب من الخطأ, حتى لو أخبرتهم أنه لا يجب محادثة الغرباء بالشارع وإلا تعرضوا للاختطاف والأذى, ستجدينهم رفقة الغرباء يتبادلون أطراف الحديث, هم بحاجة لإخبارهم كل مرة أن يغسلوا أيديهم قبل الأكل....أنت لا تخبرينهم بما عليهم فعله مرة واحدة فقط وتتركينهم بعد ذلك ملتزمين بما أخبرتهم به من تلقاء أنفسهم وإلا فهم ليسوا بأطفال بل راشدين, هم بحاجة لمراقبة طوال اليوم, فكيف يمكن توقع أن يلتزموا بعدم التفوه بأي تساؤلات تدور في أذهانهم حول البشر من حولهم؟ لن يستوعبوا طلبك!
نحن نتحدث عن أطفال في مرحلة التعلم، إذا كانوا قادرين على تعلم أساسيات الكتابة والقراءة والحساب واللغات الأجنبية أسيكون من الصعب عليهم تعلميهم كيف يتصرفون في بعض المواقف؟ الأمر ليس بهذه الصعوبة هو بحاجة لإيجاد وسيلة مناسب لعمر وعقل الطفل ولا بأس من التكرار، من منا كبالغين لا ينسى ويقع في نفس الخطأ ويحتاج لتذكيره من قبل أشخاص آخرون!
التعليقات