أصبح العالم قرية صغيرة في ظل التطور السريع في وسائل الاتصال والثورة المعلوماتية, وبدأ تأثير الثورة الرقمية يتضح في كافة أنشطة حياتنا، و ظهرت المصطلحات الكثيرة التي تعبر عن أوجه الحياة الجديدة مثل المنزل الذكي، والمباني التجارية الافتراضية، والعمل عن بعد.
وربما يميل الناس إلى مقاومة التكنولوجيا التي يجدونها صعبة, فحيثما يوجد الإنسان يظهر التنافس، ويبرز الصراع، وتحدث الحروب, والمعلومات هي جزء من الحرب الرقمية التي تهدف إلى التأثير على العقول والتوجيه النفسي غير المباشر عبر العمليات النفسية والإعلامية المتطورة للغاية, فمن الصعب فهم التكنولوجيا الحديثة واستخدامها غالبا ما يكون خفيا.
وحيث تختلف الحرب الرقمية عن الحرب المادية في أنها محصورة في الوسائل الرقمية, حيث يتسبب العيش في هذا العالم الرقمي في وجود فرص كبيرة ومواطن ضعف ومخاطر علينا استشرافها وفهمها, فعندما نخطط فنحن نستعد للمستقبل، نحاول التأثير في أحداثه، ونسعى إلى التحكم فيها, فإن للأفكار الجديدة ثلاثة أبعاد رئيسة: بعد الموضوع وطبيعته، وبعد الأثر وسعته، ثم بعد الزمن وآفاق المستقبل بشأنه.
المملكة العربية السعودية لديها رؤية استراتيجية طموحة، ستحقق كثيرا من التقدم في مجالات التعليم والصحة والصناعة والسياحة، باستخدام التخطيط الاستراتيجي والإرادة السياسية، إلى جانب استثمار الأموال والتقنيات الحديثة, ومستمرة في نهجها الاستباقي لفهم طبيعة الصراعات المعاصرة والمستقبلية، والنظر في كيفية تطوير قدراتها الاستراتيجية بما يتناسب مع الطبيعة سريعة التغير في جميع جوانبها، وذلك عن طريق الاستعداد الاستباقي للتحديات.