ألاحظ كثيرًا أن الجاهلين الذين لم يحصلوا على شهادات كبيرة أو لم يتعلموا بشكل رسمي، أو لم يهتموا بدراستهم يطلقون مشاريع ناجحة، ويفتحون محلات، ويصبحون أصحاب محتوى، وتنهال عليهم الفرص من حيث لا نعلم! بينما المتعلمون الذين يحملون شهادات ومهارات مذهلة، كثيرًا ما ينتظرون "الفرصة المناسبة" لسنوات طويلة. أتابع كل هذا بدهشة، وكأنني في مسرح أرى أدوارًا تُوزع بلا قواعد واضحة.

صديقتي التي كانت الأولى على دفعتها، تحفظ التفاصيل، وتذاكر بضمير، وتراجع حتى الفواصل في التقارير، تقدمت لأكثر من عشرين وظيفة ولم تتلقى سوى رسائل شكر رقيقة. أما زميلتنا الأخرى، التي لم تتعب نفسها حتى بفتح الملفات، فهي اليوم تدير مشروعًا ناجحًا، وتُدعى لإعطاء ورش عمل عن "التحفيز"! أبتسم وأنا أتساءل: هل النجاح حقًا مرتبط بالعلم والجهد، أم أن هناك شيئًا آخر لا نراه؟