في كل مرة نسمع خبر زيادة الرواتب، نفرح ونبدأ نحسب كيف سنرتاح قليلًا، لكن سرعان ما تُفاجئنا الأسعار بقفزة بهلوانية تلتهم كل شيء، وكأنها كانت مختبئة خلف الباب تنتظر النداء! الزيادة التي انتظرناها كثيرًا تتبخر سريعًا في فواتير البقالة والمواصلات، وكأنها لم تكن، فنعود لنقطة الصفر من جديد. والمؤلم أكثر أن هناك فئات لا تصلها هذه الزيادات أصلًا، مثل موظفي القطاع الخاص وعمال اليومية، الذين تتغير عليهم الأسعار دون أن تتغير رواتبهم فيدفعون ثمن الغلاء دون أن يذوقوا حلاوة الزيادة. فهل زيادة الرواتب تحل المشكلة فعلًا، أم أنها تُعمقها بشكل غير مباشر؟
كل ما زادوا الرواتب زادت الأسعار أكثر، من المستفيد فعلًا؟
أنا كل مرة أسمع فيها عن زيادة الرواتب أفرح وأفكر أن الأمور ربما تتحسن قليلًا لكن الواقع مختلف تمامًا الأسعار ترتفع بسرعة وكأن السوق يرد على الزيادة فورًا فتختفي الفائدة قبل أن نشعر بها والأصعب من ذلك أن هناك فئات لا تصلها الزيادة أصلًا مثل موظفي القطاع الخاص أو أصحاب الأعمال اليومية هؤلاء يتحملون الغلاء من غير أي دعم حقيقي لذلك أعتقد أن الحل لا يكون فقط في زيادة الرواتب بل في وجود رقابة حقيقية على الأسعار وإجراءات تحمي الفئات الأضعف حتى لا نبقى ندور في نفس الدائرة دون أي تحسن حقيقي في بعض الدول عندما يقررون رفع الرواتب يرافق ذلك خطة لضبط السوق وتحديد سقف معين لنسبة ارتفاع الأسعار حتى لا تضيع الزيادة في أول أسبوع فالموضوع ليس فقط زيادة بل لا بد أن تكون هناك رؤية متكاملة تربط بين الأجور والأسعار وسياسات الدعم
التعليقات