في إحدى المؤسسات التي عملت بها، تم تعيين أحد الأشخاص في منصب حساس رغم افتقاره للخبرة المطلوبة، فقط لأنه على صلة قرابة بالإدارة، والمفارقة أن هناك من كان يعمل بجد لسنوات ويملك كفاءة عالية لكنه لم يُمنح حتى فرصة مقابلة، وهذا الموقف جعلني أتأمل: إلى أي حد يمكن للعلاقات أن تتفوق على الكفاءة؟ برأيكم هل يمكن فعلاً بناء بيئة عمل ناجحة والعمل بضمير في ظل هذا التفاوت خاصة دون قيام الشركات بمكافأة الكفاءة؟
العلاقات أصبحت أقوى من الكفاءة في سوق العمل
أخالفك الرأي هذه المرة صديقتي مريم ، فليس كل الأعمال تحتاج لتعامل مباشر مع العملاء ، أي أن المعايير التي تحكم وظيفة معينة لا تشترط الكفاءة أو المهارات الاجتماية في توصيفها ليست بحاجة سوى لشخص ماهر في التطبيق مثل البرمجة على سبيل المثال ، وليس الحصر ، نعم قد تكون تلك المهارة مطلوبة وتكميلية ولكنها ليست ذات أولوية ، وموضوع المساهمة الرئيسي هو أنه :
تم تعيين أحد الأشخاص في منصب حساس رغم افتقاره للخبرة المطلوبة
إذاً نحن نتحدث عن شخص غير مناسب في منصب حساس وأن سبب تعيينه بالأساس هو العلاقات وليست الكفاءة وبالتالي فكرة التواصل مع العملاء ليست ذات محل طرح هنا.
الإختلاف فى الرأى لا بفسد للود وقضية ، واختلافنا يثرى النقاش ويجعله ممتعاً بالنسبة لى ومفيد للآخرين بإذن الله .
بالنسبة لمثالك عن وظيفة المبرمج ، فالمبرمج حتى لو ناجح وممتاز ، فيجب أن يستطع عرض فكرته بشكل إبداعى وإقناع الطرف الآخر على تعيينه بدلاً من مبرمج آخر وهذا يتطلب قدرة على التواصل والعرض ومهارات الإقناع والتفاوض.
بالنسبة لتعيين شخص غير مناسب فى منصب حساس ، فأنا رأيت فى بيئة العمل التى اعمل بها وهى شركة قطاع عام ، نفس المثل مراراً وتكراراً ، وعاجلاً أو آجلاً سيظهر عدم كفائتهم ، وذلك عن طريق أن المكان سيقع لأنهم غير كفء ولن يحققوا النتائج المطلوبة ، أو ستلفظهم الشركة خوفاً من الوقوع .
بالتأكيد يا مريم خلافنا لا يفسد للود قضية بأي شكل من الأشكال فقد يكون رأيي خطأ يحتمل الصواب، وقد يكون رأيك صواب يحتمل الخطأ، والاختلاف يثري النقاشات بشكل مؤكد لأنه ببساطة يبرز زوايا المواضيع المختلفة.
فالمبرمج حتى لو ناجح وممتاز ، فيجب أن يستطع عرض فكرته بشكل إبداعى وإقناع الطرف الآخر على تعيينه بدلاً من مبرمج آخر وهذا يتطلب قدرة على التواصل والعرض ومهارات الإقناع والتفاوض.
المبرمج الممتاز فكرته ستشرح نفسها ، ورائد الأعمال أو المستثمر الناجح في الجهة المقابلة سيلتقط الفكرة (حتى لو كان أسلوب المبرمج فظ أو ينقصه مهارات التواصل) فكلاً منهم يفهم لغته، وولغة المال في الحقيقة لا تعتمد على جودة الفكرة أو من ينفذها بقدر ما تعتمد ((كيف ستنفذ وكيف ستحقق النجاح)) ، لذا مجدداً أصر على رأيي بهذه النقطة لأني أراها في نماذج عملية ، ولكن لاا أختلف معك في جزئية أن مهارات التواصل تسهل الأمور وتحرك المياه الراكضة بسرعة ، وتدفع بصاحبها أن أمتلك الفكر والرؤية والمهارة لأن يصل لأماكن كبيرة .
التعليقات