في بعض الأحيان يكون الإقناع مع الأهل بخصوص موضوع ما أو حتى بشكل عام أمر شبه مستحيل بسبب تعنتهم وإصرارهم على أفكارهم وما يرونه صواب، فماذا يفعل الإنسان في هذه الحالة بالأخص وإذا كانت حياته تتوقف على قرار مصيري لا بد من اتخاذه بشكل حازم؟
الفرض أم الإقناع؟ كيف نتعامل مع أهلنا عندما يرفضون خيار أو قرار هام خاص بحياتنا؟
أعجبنى د.غازى القصيبى رحمة الله عليه فى سيرته الذاتية ، عندما قص موقف والده عندما أراد أن يشغل وظيفة تختلف عن مجال عمله وهى التجارة، حكى أن والده لم يعترض وترك له الخيار، والأجمل أن الدكتور كان يعمل نفسه فقال أنه لم يؤهل ليكون تاجر ناجح بخلاف والده وأخوته، واختار مهنة التدريس.
الأهالي الذين يتركون القرار في يد أولادهم بالكامل ويضعون أنفسهم محل النصح والدعم فقط هم الذين يثقون في تربيتهم وشاهدوا بأنفسهم نتائجها على أرض الواقع، عندما يكون الإنسان متفتح المدارك وواسع الحيلة وقويم الأخلاق لا يستطيع الأهل سوى الوثوق فيه وفيه عقليته وأفكاره ومن ثم لن يتدخلوا أو يحاسبوا على أي قرار لأنهم يدركوا أن أولادهم يختارون الأنسب والأصوب، أما التربية غير السليمة هي ما تأتي بعكس ذلك، عندنا تتم تربية الأولاد على الاعتمادية والانطوائية والخوف من كل شيء، يشعر الأهل من داخلهم أن أولادهم لن يستطيعوا النجاح أو التعامل مع الحياة إلا بدعمهم وبخياراتهم لأنهم لم ينشأوا إنسان واعي ومستقل وشجاع.
التعليقات