ما العامل الأكثر تأثير في تشكيل شخصياتنا وتكوين هويتنا كبشرد هل هي التربية التي نتلقاها من الأهل والمحيط الاجتماعي أم برأيكم التجارب الشخصية التي نخوضها على مدار حياتنا؟ ولماذا؟
أيهم مؤثر أكثر على شخصياتنا، التربية أم التجارب الشخصية، ولماذا؟
برأيي التربية التي نتلقاها من الأهل والمحيط الاجتماعي هي الأساس في تشكيل شخصياتنا وتكوين هويتنا كبشر، فالسنوات الأولى من حياتنا تعد مرحلة التأسيس التي تزرع فينا القيم والمعتقدات وتساعد على تكوين أنماط تفكيرنا وسلوكياتنا، بشكل عام الأهل والمجتمع المحيط يضعون القواعد الأولى التي نتبعها عند اتخاذ قراراتنا، وهي التي تشكل رؤيتنا للعالم وتحدد معاييرنا الأخلاقية، وبالطبع هذه الأسس تبقى معنا بعمق على مدار الحياة ومهما واجهنا من تجارب شخصية، لأن التجارب في كثير من الأحيان تتكيف مع ما غرسته أو صنعته البيئة المحيطة منذ الطفولة.
وبالطبع هذه الأسس تبقى معنا بعمق على مدار الحياة
ألا تجدين أن تبنّي هذا التوجّه بالحياة يعني الكثير من التعاسة؟ على اعتبار أن الإنسان في هذه الفرضية يصبح مسيّر أكثر من مخيّر؟ يعني يصبح هو ما قرره أهله، لا هو ما يقرر بنفسه وما يعيش هو، يصبح محكوماً بشكلٍ كامل بتلك المعلومات التي رسّخوها الأهل!
هناك الكثير من الأشخاص الذين تمكنوا بالفعل من تغيير ذاتهم وعمل تحول إيجابي شامل لحياتهم رغم نشأتهم في بيئة فاسدة وتلقيهم لتربية غير مناسبة، ولكن هم قلة قليلة لأن هذا الأمر على وجه الخصوص يحتاج إلى شخص لديه قوة إرادة وثقة في ذاته، وبالرغم من ذلك أيضًا ستظل في أعماقه بعض آثار بيئته الأصلية التي ستظل معه حتى نهاية حياته، ولكنها بالرغم من هذا لن تؤثر سلبًا على نجاحه إذا أراد ذلك وكان لديه شغف حقيقي ورغبة في الوصول لأهدافه!
التعليقات