تخيّل معي أنّهُ أتيح لك فرصة أن تنتقل مباشرةً إلى عام 2040 مباشرةًَ! وبعد أن وصلت إلى هذا الزمن لديك القدرة على القيام فقط ببحث غوغل واحد، معك ربع ساعة فقط وبحث غوغل واحد، عن ماذا عندها ستبحث أو تسأل؟
إذا أُتيحَ لك أن تنتقل مباشرةً لربع ساعة إلى عام 2040، ولديك القدرة على القيام ببحث غوغل واحد، عن ماذا ستبحث أو تسأل؟
بهذه الحركة ستصبح البليونير وربما أغنى أغنياء عصرك، هذه المعرفة تعد ذهباً أصيلاً فعلاً، لكن أعتقد بأنّها نظرة مادية للزمن، لا أرتاح لمثل هذه العقلية، هنا لا أتحدّث عن حضرتك، بل بالعموم، أشعر أنّ هذه النظرة للحياة على أنّ المال أولوية أولوياتنا قدر تفقدنا ربما في لحظة من اللحظات كل ما نملك من دافع للاستمرار، المعنى ضعيف جداً إذا علّقناه على المال، الحياة سيئة جداً إن كانت أولوية أولوياتنا دائماً، سيئة وسخيفة.
إذا نظرنا إلى السفر عبر الزمن بنظرة واقعية، فالمشكلة لا تكمن فقط في ما تريد معرفته، ولكن فيما سوف تعرفه. إن مجرد التفكير في السفر عبر الزمن قد يتسبب بأزمة وجودية، فما بالك بتطبيق هذا المفهوم؟ سوف يرجع المسافر إما مكتئبًا أو مجنونًا، فظلام المستقبل وضبابيته هو ما يدفع فضولنا للإستمرار حتى نعرف ماذا يكمن خلف هذا الضباب، فإذا انقشع ورأينا كل شيء أمامنا، ما الفائدة من التقدم؟ مهما حدث عند رجوعك من المستقبل، سوف تدفعك ظروف الحياة نحو الأسوأ حتى تستخدم معرفتك المستقبلية لتدعم أهدافك الشخصية.
ولكنك محق تمامًا، هذا ليس تبريرا للنظرة المادية. النظر إلى الحياة بمادية هي أسرع طريقة لتعمية البصيرة، إذا كان المال ضرورة من ضرورات الحياة فهذا لا يعني أنه أولوية، ولكنه مجرد سبب.
التعليقات