لطالما كان مقدار تحكم الإنسان في اختيارات حياته أمرا محيرا ومثيرا للاختلاف والنقاش. من وجهة نظركم، هل الإنسان بالفعل متحكم في جميع متغيرات حياته وبالذات عند وضع خطط دقيقة وتنظيم وقته بإحكام، أم أنه ينجرف إلى حين تأخذه الرياح دون إرادته مهما فعل؟
وهم التحكم
الامر متعلق بمسألة حرية الارادة ، اختلف بشأنها العلماء ، لكني اسير مع تيار "وهم التحكم " ، انت لم تتختر اين تولد ، وتمت برمجتك بقناعاتك وافكارك وطموحاتك من قبل المجتمع ، فعن اي تحكم تتحدت ، فكيف تتحكم بشيئ انت نفسك لم تختره
بالفعل حصل كل منا على نصيب وفير من الظروف الإجبارية التي لا تحكم لنا فيها. لكن ألا توجد طريقة لتغيير ذلك؟
ألا يمكن للإنسان أن يغير من قناعاته المبرمجة بواسطة المجتمع بالاطلاع والقراءة؟ ألا يستطيع الإنسان أن يصل لأفضل ما يستطيع الوصول إليه في ظل ظروفه التي لا يستطيع التحكم فيها والخروج منها؟
أشعر في بعض الأحيان أن هناك من يختار دوما إلقاء اللوم على الظروف والحياة ليتجنب تحمل المسئوولية، ما رأيك بهذا؟
قرأت هذه الحجة كثيرا ، واثناء تفكيري توصلت لامر اعتبره لب الموضوع ، "الم يفكر الانسان في المقام الاول انه ليس هناك مسؤولية؟" .
فالمسؤولية تعطي الانسان قيمة وغاية لوجوده ،وبالتالي قيمته ، ولا يقبل الانسان ان يعتبر بلا قيمة فبالتالي يفعل المستحيل لاقناع نفسه بانه متحكم وبالتالي مسؤول ومنه له قيمة في الحياة ،
بالنسبة لتغيير القناعات ، فانا ارى ان الانسان ليس متحكما بهذه النقطة ايضا ، فما السبب الذي يجعلك تقرأ ، والرغبة في التغيير هي وليدة ظروف لم تخترها ، وبالتالي الانسان لم يختر رغباته ، فلو فرضنا ان شخص ولد في ظروف ملائمة-رغم صعوبة تخيل هذا الامر فلا يمكن لعقلي تصور معنى ظروف ملائمة - فهل كان ليكون هناك حافز ؟
يجادل البعض ان ليس متحكما في رغباته لكنه متحكم في قراراته ، مثلا لم يختر فلان رغبته في الغنى لكنه اختار الطرق ليصل للغنى ، لكن علم الاعصاب ينفي هذا الامر فقد توصلت الابحات لان الاوعي يتخد القرار تم ينتقل بعد ذلك للوعي في اعشار ثانية ، فبالتالي يكون حتى قرارك في نطق حرف أ او ب تم اتخاده سلفا من قبل جسدك -لمزيد من المعلومات راجع كتاب الارادة الحرة لسام هاريس- ،
يبقى الانسان خاضعا لبيئته وهرموناته وجيناته ، لكن هذا لاينفي ان علينا عدم الاستمتاع بالحياة ، فليس مهم من يتخد القرار المهم ان تكون مرتاحا .
التعليقات