السلام عليكم
برأيك ماهي افضل مدة التي نحتاجها للعمل ودراسة لاتقل لي هذا يختلف حسب التخصص او المجال... انا معك لكن هناك قاعدة اقرب للحقيقة وهي ان زاد الشئ عن حده انقلب الى ضده فما هي افضل مدة لدراسة والعمل في اليوم بنضرك؟
وعليكم السلام
أشكرك أخ سامي على فتح المناقشة في ذلك الأمر، فإنه خلال اطلاعي اليوم على كتاب نادي الخامسة صباحا لكاتبه "روبين شارما" قرأت مقولة استوقفتني كثيرا.
فقد قال المؤلف "هناك فارقا هائلا بين أن تكون مشغولا وأن تكون منتجا", وهنا راودني هذا السؤال "هل مقدار النجاح مرتبط بمقدار الوقت الذي نقضيه في العمل أو الاستذكار أم في جودة الأهداف المحققة من ذلك العمل؟"
فإن المدة التي نحتاجها للعمل أو للمذاكرة مرتبطة بالهدف أو الأهداف التي نرغب بتحقيقها.
فقد قال محمد بم إدريس الشافعي "بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي"
في مقابلة قرأتها من عدة سنوات في إحدى الصحف المالية اليومية وقد كانت مع رجل أعمال من الناجحين جدا في وطننا العربي ويعتبر من ضمن قائمة أغنى الأغنياء في منطقتنا، وعندما سأله المحرر عن عدد ساعات عمله اليومية فرد عليه أنه يعمل حوالي 16 ساعة يوما وذلك لسنوات عديدة وليس ظرفا استثنائيا مثلا!
هذا أيضا كان دأب رائد الأعمال والشريك المؤسس لشركة أبل "ستيف جوبز" في الكتاب الذي قص فيه قصة حياته، فقد كان يعمل لساعات طويلة جدا لسنوات لينتج منتجات صنعت فارقا كبيرا وغيرت في تاريخ البشرية.
فقد لاحظت من مشاهداتي للناجحين أنهم يعملون لساعات طويلة يوميا، ولكن العمل لساعات طويلة بدون تركيز لا يعني أنها تؤدي للنجاح في النهاية، فإن الأمر مشروطا بأن يكون الشخص منتجا ومدققا في التفاصيل لتحقيق أقصى استفادة من الوقت الذي يقضيه في العمل أو الاستذكار.
ففي النهاية، فإن كنا نحب ما نعمل ونستشعر الهدف الذي نعمل لأجله فسنصل لحالة تسمى التدفق وهي أن يستغرق الإنسان في العمل الذي يقوم به بدون إحساس بالملل أو التعب وذلك مع التركيز على ما يقوم به بدون تشتيت أو ملهيات وخصوصا في عصر التكنولوجيا الحالي المليء بالملهيات.
فإن العمل بجد لساعات طويلة هو دأب الناجحين والناس الأسطوريين في هذه الحياة الذين حققوا إنجازات لم يحققها الناس العاديين.
ولكن لا ننس مقولة سيدنا سلمان الفارسي "إنَّ لربِّكَ عليك حقًّا، وإنَّ لِنَفسكَ عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ" والتي أيدها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن الاعتدال والاتزان مطلوب في كل شيء.
إنَّ لربِّكَ عليك حقًّا، وإنَّ لِنَفسكَ عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ"
اضن ان الاتزان واعطاء كل شئ حقه امر صعب
بل الناجحين كما قلت يعملون ويركزون على شئ ويتهاونون في الامور الاخرى
هنا الا ترى أنه يجب تسقيف الاشياء التي نقوم بها ويجب أن لا نزيد عن المدة التي حددنها حتى لو كان فيه فائدة لانه ان لم نفعل هذا لن نصل الى الاتزان واعطاء كل شئ حقه ؟
أرى بالفعل أنه لابد من اتزان الأهداف لتحقيق الاتزان والاعتدال في الحياة، فذلك بالتبعية سيجعل عملنا متزنأ لتحقيق أهداف متنوعة في جميع مناحي الحياة.
فبجانب الهدف العملي أو الدراسي لابد أن يضع الإنسان لنفسه أهدافا أخرى، فعلى سبيل المثال: أن يحيا حياة صحية ورياضية، أو أن يكون له نشاطا مجتمعيا يمارسه لمساعدة المجتمع.
فإن مثل تلك الأهداف والعمل على تحقيقها يجعل من الوقت الذي نقضيه في العمل على الأهداف متزنا وبالتالي يستطيع الإنسان أن يعطي لكل شيءٍ حقه بدون مبالغة بحيث لا يطغى جانب على جانب آخر.
التعليقات