في ظل القصة التي حظيت بإهتمام كبير حول العالم و هي قصة الفتى كوستا الصربي الذي كان يعاني من تنمر زملائه عليه, أرى أنها قد منحتنا أبعادا أخرى حول ردة فعل العامة و كيف تختلف العقليات من حيث تبين ما هو الصواب و ما الخطأ في القضية و التي تظهر لنا حقيقة المجتمع. بعيدا عن كل هذه الردود و الأراء ما رأيكم في قضية كوستا ؟ و أين تتجلى العدالة في حقها ؟؟
دماء المتنمرين تطفوا فوق دموع كوستا المنتقم.
قرأت هذا الخبر على فرانس نيوز منذ أسبوعين تقريبا وفي الحقيقة لم تصبني الصدمة كما حدث مع العديد من القراء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
التنمر هو أسوأ ما يمكن أن يتعرض له الإنسان في حياته، فهو يصيب الإنسان بفقدان الثقة بالنفس بنسبة كبيرة، ويصيبه بالحزن ونوبات الاكتئاب والقلق، ويضعه تحت ضغط نفسي كبير.
ورغم أن هذا ليس مبرراً للجريمة التي حدثت، إلا أنه يدق ناقوس الخطر حول أهمية الانتباه إلى مثل هذه القضايا والعمل على إيجاد حلول وقائية لها قبل أن تتكرر مرات ومرات وبعنف أكبر.
وأتوقع أن يتم اتخاذ اجراءات إصلاحية في صربيا تتضمن حملات توعية ضد التنمر وضد العنف، يتم تطبيقها في المدارس والجامعات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي للحد من هذه الظاهرة.
ولكن ماذا تتوقعون أن يتم اتخاذه مع هذا الطفل؟ وكيف يتم التعامل مع هذه القضية ومعالجتها اجتماعياً؟
ورغم أن هذا ليس مبرراً للجريمة التي حدثت، إلا أنه يدق ناقوس الخطر حول أهمية الانتباه إلى مثل هذه القضايا والعمل على إيجاد حلول وقائية لها قبل أن تتكرر مرات ومرات وبعنف أكبر.
صحيح هذا ما أردت قراءته تماما, لأن هاته القضية صارت لها أبعاد أخرى أكثر خطورة و حدة, خاصة من بعد معرفة النتيجة و الحكم الذي إتخذه القضاء فيها.
ولكن ماذا تتوقعون أن يتم اتخاذه مع هذا الطفل؟ وكيف يتم التعامل مع هذه القضية ومعالجتها اجتماعياً؟
أجد أنه من الصائب أن تتم محاكمت الطفل بما جلء به القانون الصربي في معاقبة الأحداث لإرتكابهم جرائم قتل دون النظر للأسباب أو الدوافع المؤدية لذلك, و ذلك لكي لا يتجرأ أحد آخر من ذوي نفس القضية أو غيرها على إرتكاب مثل هاته الجرائم بدافع الثأر و الإنتقام فيأخذ ظل هذه القضايا زاوية أخرى و يخلق فوضى وسط المجتمع.. و من جهة أخرى أرى أنه من العدل إن كان المتنمر مجرد طفل أو قاصر أن تتم محاكمة والديه أو ولي أمره و معاقبتهم لأنه في هذه الحالة بالذات أجد أنه السبب الرئيسي و الفعال في حدوث الواقعة هو عائلات المتنمرين لأنهم لم يحاولوا ضبط أبنائهم و توقيفهم من التنمر و محاولة إستفزاز الأخرين.
التعليقات