يعتبر الكثير من أصدقائي أمر الصداقة أمراً هو حاجة لا غنى عنها وخصوصاً في مجتمعنا الذي يعاني أصلاً من قلّة أنواع الترفيه فيه فيلجأ الناس إلى بعضهم البعض من أجل التسلية، لذلك يختلط عليّ الأمر، هل الصداقات بالنسبة للبشر حاجة نفسية وعاطفية حقيقية لا يمكن الاستغناء عنها، أم الصداقة هي عنوان لطيف، مجرّد عنوان لطيف لكلمة: ترفيه؟
هل عنصر الصداقة مُهم في حياتك نفسياً وعاطفياً أم أنّ الصداقة بالنسبة لك شق ترفيهي فقط؟
من وجهة نظري الخاصة أن الصداقة ليست مجرد مجموعة من المعارف نقضي معهم أوقاتاً ممتعة وساعات من الترفيه يومياً أو أي وقت كان.
الصداقة مشاعر إنسانية بحتة لها من الصفات والمواصفات ما يجعلها قيمة سامية لا يمكن إطلاقها إلا على من يمكنه الإنصاف بلقب صديق.
الترفيه حالة يمر بها الإنسان وقد تمر بوجود أشخاص ليسوا أصدقاء وقد يكونوا عابرين، أما الصداقة هي أن تجد ذلك الصديق في كل وقت تحتاجه فيه من نجاح وفرح وترفيه وحزن بشكل خاص.
لذلك ليس كل من يدخل حياتك يعتبر صديق حقيقي، كما أن الصداقة ليست بعدد الأشخاص الذين تعرفهم ولكن ربما يكون لديك صديق واحد ثابت لا تغيره الظروف والأزمان أفضل من عدد من الأشخاص لا تجد فيهم ما يعبر عن تلك العلاقة القوية.
الصداقة مشاعر إنسانية بحتة لها من الصفات والمواصفات ما يجعلها قيمة سامية لا يمكن إطلاقها إلا على من يمكنه الإنصاف بلقب صديق.
كيف يُفرّق الإنسان بين الصديق والشخص العادي في ظل تطابق تقريباً في النشاطات التي يقوم بها أي اثنين لا تجمعهم صلة قرابة، في أنّهم يخرجون معاً ويقضون الأوقات سوياً، يعجز الإنسان أحياناً عن تمييز مشاعر حبّه العميقة للشريك، فكيف إذاً بالصداقة، ما هي المعايير التي قد تشير إلى ذلك برأيك وتميّز بين الصديق والشخص العادي الذي أقوم بالترفيه معه؟
أعظم معيار يمكننا أن نقيس عليه الفرق بين الشخص العادي العابر والصديق هو عبارة (الصديق وقت الضيق)
بمعنى أن صديقك ستجده إلى جانبك في كل الأوقات وتحديداً الأوقات الصعبة لأنه يرى أن أمرك يهمه وأن ما تمر به ينعكس عليه كونه مقرباً منك.
ثم أن الصديق قد تغيب عنه فترات ثم تعود لتتحدث معه فتجده كما هو ولم تغيره فترة الغياب وكأنكما كنتما معاً طيلة تلك الفترة، فالانشغالات بالحياة لم تعكر صفو علاقتكما.
وهناك أيضاً ما يمكننا أن نجعل معيار تفرقة وهو أن الصداقة قائمة على أساس الوفاء والاخلاص والثقة المتبادلة بين الطرفين، فتشعر أن ذلك الشخص قريب اليك حد الإخوة ، ألم يقولوا (ربَّ أخٍ لم تلدهُ لكَ أمك ؟؟ )
التعليقات