كثيراً ما يثار الجدل بشأن تحويل العمل الإداري والتقني من مقرات الشركات إلى المنزل.
وهنا يطرأ تساؤل مهم للغاية، هل بيئة الأعمال العربية مؤهلة لهذا التحول السريع؟
أدى التحول السريع إلى العمل عن بُعد إلى خلق تحديات جديدة للمؤسسات ، لكن الاحصائيات تُظهر أن المنظمات في جميع أنحاء العالم تختبر حلولًا إبداعية. وبالتالي التساؤل عن البيئة العربية وتأهلها لهذا التحول السريع.
بيئة الاعمال العربية تختلف وفق التطور التقني والتحول من العمل الورقي الى الأتمتة والرقمنة وهذا يعني انها كلما استطعنا الوصول الى المنظمات الرقمية كلمنا تمكنا من قيادة العمل عن بعد ومواجهة الازمات المختلفة.
وايضا في الدول نفسها تختلف البيئة للعمل عن بعد من مدينة مركزية الى مدينة اقل درجة .. ووفق تجربتي في البحث بالبيئة الاماراتية وجدت ان دبي وابوظبي اكثر قدرة على العمل عن بعد في كل المناحي عما يمكن في الشارقة مثلا والسبب ان الشارقة لازالت أبعد بكثير عن قدرات دبي وابوظبي الرقمية. مع العلم ان الاستيراتيجية والرؤية في الامارات واحدة.
لهذا فإنه يتوجب علينا تفصيل هذه البيئات العربية لكي نتمكن من القياس السليم. ولكن بصورة عامة هناك فرق كبير بين البيئة الغربية المتقدمة والبيئة العربية الأقل تقدما وكلما كان هناك تقدما أكثر كلما كان العمل عن بعد أكثر جدوى وانجازا وسرعة في الأداء.
هذا الأمر إذاً على ما يبدو يحتاج إلى استراتيجية حاكمة، ليتم من خلالها التعرف على نقاط القوة ودعمها، ونقاط الضعف والخلل وعلاجها، وللتعرف على التهديدات وتلاشيها أو دعم نقاط القوة لكي يتم التغلب على مخاطرها، كما أنه من خلال التحليل سيتم التعرف على الفرص لكي يتم اقتناصها واستغلالها استغلالاً أنسب،
هذا بالإضافة إلى أن الأمر يحتاج إلى عملية تغيير شاملة ليست في القدرات التقنية فحسب وإنما في تغيير ثقافة الأفراد لكي يتقبلوا الوضع ويتعايشوا مع الفكرة حتى يكتمل النجاح، فقد تتوفر البيئة التقنية وتكون قوية بالفعل لكن الأفراد لا يشعرون بالحماس تجاه تطبيق وإنجاح التجربة، في هذه الحالة بالتأكيد لن يكون هناك نتائج باهرة، إلا إذا تغيرت درجة الحماس للقيام بهذا التحول.
التعليقات