ما هو الفرق بين "بالنسبة ل" و "بالنسبة إلى"؟


التعليقات

إلى تفيد انتهاء الغاية، أما اللام فتفيد الملكية أو التعليل[1]

تفيد (إلى): انتهاء الغاية، مكانية أو زمانية؛ نحو قوله تعالى: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}[الإسراء:1]؛ ونحو: {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة])(2).[2]

وأيضًا وجدت أثناء قراءتي:

وفي الصحاح: (إلى): حرف خافض، وهو منتهى لابتداء الغاية، تقول: خرجت من الكوفة إلى مكة، وجائز أن تكون دخلتها وجائز أن تكون بلغتها ولم تدخلها؛ لأن النهاية تشتمل أول الحد وآخره، وإنما تمتنع مجاوزته)(3).

ووجدت أنَّ المعنى رقم 5 هو الأقرب لما تبغيه:

5- بمعنى ( إلى): {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}[الزلزلة:5]، فاللام هنا بمعنى إلى، كقوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}[النجم:10]. أي تَقَرُّبًا إلى الله، خالِصاً لوجهه، ولحق الله ولسبب أمره، حسبة لله. وتعاملا مباشراً معه. لا لحساب أحد من المشهود لهم أو عليهم، ولا لمصلحة فرد أو جماعة أو أمة، ولا تعاملاً مع الملابسات المحيطة بأي عنصر من عناصر القضية. ولكن شهادة لله، وتعاملاً مع الله. وتجرداً من كل ميل، ومن كل هوى، ومن كل مصلحة، ومن كل اعتبار وكل غرض من الأغراض سوى إقامة الحق ودفع الضرر(6).


[1]

[2]

(2) جمال الدين، ابن هشام (المتوفى: 761هـ)، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، 3/ 44.

(3) زين الدين، الرازي (المتوفى: 666هـ)، مختار الصحاح، ص 21.

(6) انظر التفاسير: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 18/ 159، البيضاوي 3 /497، أبو حيان الأندلسي (المتوفى: 745هـ)، البحر المحيط في التفسير، 10/ 198، أبو البركات، النسفي (المتوفى: 710هـ)، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، 3/ 497، سيد قطب، في ظلال القرآن، 2 /776.

حتى اكون صادقا معك

فقرة شرح الى كانت واصحة ومفيدة اما الجزء الخاص باللام فلم استطع التركيز معه

أنصحك بالرجوع للمقال الذي أشرت له آنفًا:

أنَّ الأُولىٰ (بالنسبة لـ) خطأ، والآخِرة (بالنسبة إلىٰ) صواب؛ فإنَّ أصلَهما الفعلُ «نَسَبَ»، وهو يتعدَّىٰ بـ «إلىٰ»، فيُقال: «نَسَبْتُ هذا القَوْلَ إلىٰ صاحبِهِ، أنسُبُهُ (بالضم؛ فلا تقُلْ: أَنسِبُهُ)، نَسَبًا (بالفتح، لا: نَسْبًا)، ونِسبةً».

وشاعَ على ألسنتنا -نحنُ عامَّةَ الناس- الخطأ والغلطُ حتىٰ حسِبناهما فروقًا!

فتراهم يقولون: ما الفرق بين: شَكَوْتُ (وهي الصواب)، وشَكَيْتُ؟ وما الفرق بين: سِيَّما، ولا سِيَّما (وهي الصواب)، وهكذا دَوَالَيْك.

ثُمَّ يقولُ قائل: «ما لكم تتشددون في العربية؟ ما الفرق إنْ فتحتُ المكسور، وكسرتُ المفتوح، أو استبدلتُ بالواو ألفًا، وبالألف واوًا، أو قُلتُ: استبدلَ بيته القديم بالجديد، موضعَ: استبدلَ بيته الجديد بالقديم»؟ حتى بَلَغوا بالعربية عند العامةِ والخاصة غايةَ الركاكةِ والضَّعف، وعُدَّ الخطأُ فرقًا، فجعلُوا يقولون: «ما الفرق بين: هناك أشياء غريبة، وهنالك أشياء غريبة؟»، فيَقول قائلُ: «الفرق أن: هناك: اسم إشارة، وهنالك: معناها: يوجد، ولا تقل: هناك، بمعنى: يوجد!»، فلا صحَّ كلامُهُ أصلًا ولا تفريقًا! فليس عند العرب: هناك، وهنالك، بمعنى: يوجد، وإنما يُقدمون حروف المعاني (في، واللام، وغيرها)، أو يستعملون الأفعال، فيقول أهل الركاكة: «هنالك أشياء في المدرسة لا أستطيع تحملها!»، فتقول العرب: «إنَّ في المدرسةِ ما لا أُطيق!»، ويقولون: «أحمد موجود في البيت، ويوجد خمسون كتابًا في المكتبة»، فتقول (العرب): «أحمدُ في البيت، وفي المكتبة خمسون كتابًا»...، فترىٰ بينهما بُعد المشرقين والمغربين.

والله تعالىٰ المستعان.

* والأحسن في ["التعبير عن"] الآراء:

ألَّا يُقالَ: «بالنسبةِ إلىٰ»؛ فهو غلطٌ؛ صَحَّ عربيَّةً -وشتَّانَ: الغلطُ، والخطأ-، وضعُف فصاحةً،

فليس عند العرب: «بالنسبة إلي، فأنا أقول أن...»،

ولا يخفىٰ ما بهذا مِن ركاكةٍ و"ليونة"، ولا يُخيَّلُ لعربيٍّ أن يقوله أسلافه من الأوَّلين، فإنَّهم إنَّما قالوا:

«قولُك عندي ضعيف، وأمَّا هذا الوجه فهو عند البِصريِّين حَسَن (صواب؛ صحيح)، وعند أهل الكوفة باطلٌ (خطأٌ؛ فاسد، سقيمٌ لا يستقيم)».

ومِن فتاواهم (أي: مما أفتَوا به -أي: مما قالوه- بغير عِلم):

أنَّهم إذا سُئلوا:

ما الفرق بين الخِيار (بكسر الخاء) والخَيار (بفتحها)؟

قالوا:

«اعلمْ أنَّ "الخِيار" (بالكسر): النبات المعروف، والخَيار (بالفتح): الاختيار. فتأمَّلْ»،

ألا فبئسَ ما كانوا يصنعون؛ فلا صحَّ في العربيَّة أصلًا (في وجودها -بفتح الخاء-)، ولا تفريقًا.


اللغة العربية

مجتمع لمناقشة اللغة العربية وعلومها. ناقش قواعد اللغة، الأساليب الأدبية، والمفردات. شارك بملاحظاتك، أسئلتك، ونصائحك، وتواصل مع محبي اللغة العربية.

4.8 ألف متابع