بالفعل، أثناء الحرب في سوريا منذ سنوات، عام ٢٠١٣، كانت الكتابة هي طريقتي للنجاة من الدمار النفسي، عوضاً عن اجترار الأخبار لساعات طويلة، قررت أن أوجه مشاعري نحو الورق وأكتب ما يجول في خاطري، من خوف وأمل وألم، قرأت كثيراً وكتبت كثيراً، كنت أرى في الكتابة وسيلة لتصفية ذهني وللتعبير عما لا أستطيع قوله بصوت عالي في تلك الفترة، أدركت أن الانغماس في الأخبار عمّق الجراح التي في عقلي، الأخبار حرفياً دمرت روتين يومي، فاخترت أن أحدد أوقاتاً قصيرة لمعرفة المستجدات عبر قنوات محددة ثم أعود للكتابة والعمل، بهذا التوازن شعرت أنني أملك السيطرة على نفسي في زمن شعرت فيه أن كل شيء ينهار، الكتابة لم تكن مجرد متنفس كما يقول البعض، بل كانت سلاح نفسي في معركة البقاء التي كنت اخوضها كمواطن في زمن صعب.
التعليقات