"تعتبر اللغة العربية حالة مثيرة للاهتمام. فهناك أكثر من 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من المتحدثين "الأصليين" الذين يتكلمون اللغة العربية باعتبارها "لغتهم الأم"، لكن هذه العبارة خاطئة وصحيحة في الوقت نفسه."
كيف يمكننا تحسين مستوى اللغة العربية في منطقتنا العربية؟
ضعف العرب في لغتهم العربية ظاهرة غريبة تستدعي الاهتمام، وتستوجب المعالجة الجادة العميقة من خلال العمل على جبهات متعددة، ولكي نستطيع ذلك لابد من إدراك أخطائنا وأوجه القصور في التعامل مع لغتنا.
فالمعلم الأول للفرد هو الأسرة والعائلة . للأسف يلجأ الآباء والأمهات إلى مخاطبة أبنائهم باللغة الأجنبية معتقدين بذلك أنهم يجهزون الأبناء للمستقبل ويسهلون عليهم الوصول إلى وظيفة مرموقة. بالإضافة إلى أن دراسة المناهج باللغة العربية أصبحت في تراجع دائم واستبدالها بلغات أجنبية. كما أصبح تعلم لغة أجنبة جديدة والحديث بها هو علامة التحضر والرقي وأصبح هذا من المقاييس الاجتماعية التي لابد من تصحيحها، وكذلك الإقبال على الأعمال الفنية والكتب باللغة العربية في تراجع دائم ليحل محلها تلك الأجنبية. وقد أصبح الحديث بالغة العربية في الاعلام مشوباً بالأخطاء وضعف اللغة والاعتماد على العامية في نقل الأخبار.
لذا لابد من تعزيز اللغة العربية وهذا قد يأتي بقرارات صارمة من الدول العربية ولا بد أن توضع موضع التنفيذ باستخدام اللغة العربية في كافة شؤون البلاد. ولن ينجح هذا إلا إذا بدأنا به داخل الأسر والبيوت فتكون ثقافة التحدث بالعربية والتعود على الفصحى والتمسك بها هي السائدة. وخط الدفاع الثاني سيكون إعداد معلم جيد للأطفال يتقن اللغة ويجيدها وكذلك الاهتمام بالمناهج الدراسية منذ الطفولة ووضع الأناشيد والأغاني السهلة التي تجذب الطفل للتحدث بلغة فصحى. ولا يمكننا أن نهمش دور الإعلام أبداً فقد أصبحنا وأطفالنا نقضي الكثير من الوقت أمام الشاشات فإذا كان التحدث فيه بالعربية الفصحى سينتقل إلينا بكل تأكيد بسلاسة وبساطة ولن نجد غرابة في الأمر، وخير دليل على هذا قناة سبيستون التي بمجرد تذكرها نسترجع تلك اللقطات التي أثرت فينا منذ طفولتنا باللغة التي سمعناها بها فأنا أتذكر إلى الآن عبارات كان يقولها المحقق كونان بالعربية الفصحى.
التعليقات