يقول الشاعر:

إنَّ الكِرامَ وإن ضَاقَت مَعِيشَتُهُم             دَامَت فَضِيلتُهُم والأصلُ غلَّابُ

  لِلهِ دَرُّ أُنَاسٍ أينَما ذُكِرُوا                 تَطِيبُ سِيرَتُهُم حتَّى وإن غَابُوا

يعبر الشاعر في هذه الأبيات الملهمة عن نبل أخلاق الكرام، وأن الأثر الطيب والعلاقات الإنسانية و دعوة الخير هي الرصيد الباقي من الشخص، وماعدا ذلك فهو زائل.

فلا يخفي علينا أن غرس بصمة إيجابية وأثر فريد لدى الآخرين يولد المحبة، وأن كسب القلوب وجبر الخواطر أولى من كسب المناصب، والإنسان النبيل لا ينتظر المقابل من أحد، ولا يندم أبدًا على عطائه، فجمال الحياة في الإعراض عن الجهل، ولو جربنا النظر إلى الإساءة بأنها سلوك تمثل صاحبها، وليست تقليلًا من شخصك أو كرامتك، حينها فقط سترى بأن ردة فعلك ستتغير إلى الأفضل.

يقول معروف الرصافي:

هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات          إذا سقيت بماء المكرمات

تقوم إذا تعهدها المُربي            على ساق الفضيلة مُثمِرات

وتسمو للمكارم باتساق             كما اتسقت أنابيبُ القناة

هناك من يطبق مبدأ ( من زارني أزوره، ومن ابتعد عني أبتعد عنه)، لكن هل معهم حقٌ في ذلك وخاصًة أننا نعيش في زمن تطغي عليه المصلحة؟!

دعونا نسمع من خلال تجاربكم في الحياة، هل المعاملة بالأصل أم بالمثل؟ أم أنك تتعامل على حسب الشخص المقابل لك؟ وهل صادفت أحدًا جربت معه المعاملة بالأصل فردها بالإساءة؟