استثمار لا خسارة فيه ورِبحه مضمون!

الاستثمار الذي لا خسارة فيه ورِبحه مضمون!

هل تعرف أفضل استثمار من الممكن أن تستثمر فيه؟ هل تريد أن تربح؟ هل تكره الخسارة عندما تستثمر؟ هل تعرف عن الاستثمار الذي لا تخسر فيه بل وربحه مضمون؟ هل ترغب الاستثمار فيه؟ هل تريد أن تربح دائماً؟ ليس لديك رأس مال؟ هل تعلم بأن الاستثمار في هذا المشروع لا يحتاج لرأس مال؟ هل أنت مستعد للدخول والاستثمار في هذا المشروع؟

الآن بإمكانك البدء والانطلاقة بالدخول في هذا المشروع والاستثمار فيه، دون أن يُشترط ضرورة توفر لديك مما سيتم ذكره فيما يلي:

الأمر الأول:

لا يُشترط توفر رأس مال!

الأمر الثاني:

لا يُشترط وجود خبرة!

الأمر الثالث:

لا يُشترط المعرفة، أو الإلمام بأسس التجارة!

الأمر الرابع:

لا يُشترط التفرغ الكامل أو التام لهذا المشروع!

الأمر الخامس:

لا يُشترط تواجدك بنفس المكان في كل مرة!

الأمر السادس:

لا يحتاج إلى أيدي عاملة!

تمهيد:

في هذا الموضوع سنتعرّف على أحد أنواع الاستثمارات الذي لا يعرف الخسارة وليس لها مكان فيه أيضاً؛ فقط ما ستجنيه من هذه المتاجرة، وما سَتحصده من خلال هذا الاستثمار هو الربح، وتحقيق المكاسب المادية، وكذلك المعنوية.

بالإضافة إلى اكتسابِك الخبرة، وكذلك إتْقانك للمهَارات، وامتِلاكك للأدَوات والوسائل التي تستطيع من خلالها الانطلاقة إلى عالم التنمية، وإلى عالم التطوير والإنتاج، وسيكون شعارك هو الابداع!

وكذلك سيتم تناول هذا الموضوع من جوانب ثلاثة كما هو مُبيَّن على النحو التالي:

الجانب الأول:

تعريف لمشروع الاستثمار.

الجانب الثاني:

المنطلقات الصحيحة التي يقوم عليها هذا المشروع بالصورة السليمة.

الجانب الثالث:

ذكر بعضاً من الأمثلة للوسائل المُتاحة التي يُستفاد منها.

وفيما يلي ذكر لأهم الجوانب، وذلك من خلال التفْصيل غير الممل ولا بالاختصار المُخِل؛ مما يجعلك قادر على بناء وتكوين قاعدة انطلاقتك وتقويتها:

الجانب الأول: تعريف لمشروع الاستثمار الناجح والمُربح الذي لا خسارة فيه:

ويُسمى هذا المشروع الاستثماري ويُعْرَف: (بمَشروع الاستثمار في الذات) أي، أن تستثمر في نفسك ولذاتِك؛ قد يَبدوا هذا للبعض مُضحكاً، وقد يبدُوا للبعض مُستغرباً، وقد يبدوا للبعض أمراً جديداً.

وكذلك وفي نفس الوقت مفيداً ومُهماً! وعليه سَيَتَرَكّز الموضوع على من بدا له أمراً جديداً ومُفيداً! وذلك أنه من المعلوم منطقاً وعقلاً ونقلاً أن جميع الأشخاص ليسوا سواسية أو متشابهون فيما بينهم!

لذا فالفرُوقات كثيرة ومتنوعة ولا حصر لها ولا عدد، والصفات وإن اتصف بها مجموعة من الأشخاص؛ إلّا أن الفَيْصل في هذا مشاهدة التفاوت والاختلاف والتنوع من شخص لآخر! فتجد مثلاً بأن فلاناً من الناس لم يستثمر في ذاته أو يُطورها أو حتى أن يحاول ولِمُجرد المحاولة على الإطلاق.

وستجد أيضاً وبأن فلاناً من الناس قد استثمر في ذاته مدة معينة ثم توقف ولم يستمر بتنمية ذاته ولا تطويرها باكتسابها واطلاعها على أدنى المستجدات والتطورات، مع مقدرته واستطاعته! وهناك من ستجد أنه قد استثمر في ذاته وعمِل على تنمية مهاراته.

وما زال استثماره في ذاته قائماً، وتطْويره لمَهاراته مُستمراً، وتنْويعه لأَدواته مُشاهداً؛ والهمّة عنده على الاستمرارية وعدمية التوقف أو التراجع والتخاذل تتضاعف يوماً بعد يوم؛ وليس لها سقف أو زمن محدد!

فتجد أنه قد أصبح مُتزامناً مع المُستجدات والتطورات ومُطلعاً على ما توافق مع منهجه في تنمية وتطوير ذاته! ولذا فإنهم ليسوا سواسية ولا بنفس المستوى؛ وستكون الفروقات جليّة وواضحة.

طبعاً لا بد أن نتذكر بأن "الشاذ من القاعدة لا حكم له" وعليه الحذر كل الحذر أن تجعل مثل هذه شمّاعة ومُتكئاً وتبني عليها كقاعدة؛ وإلا تُصبح مثل المُتبع لهواه بالضحك على نفسه وبِالتحايل على ذاته!

الجانب الثاني: المنطلقات الصحيحة والمَبادىء التي يقوم عليها هذا المشروع وفقاً للصورة السليمة:

المنطلق الأول: الرغبة والجدِّية:

هناك الكثير من الأشخاص وبنسبة كبيرة عندما يقرأ مثل هذا الموضوع قد تتولّد الرغبة لديهم بهذا الاستثمار لحظتها، ثم شيئاً فشيئاً تقل الرغبة لديهم إلا أن تختفي تماماً؛ وسبب هذا أنهم عندما أبدوا الرغبة لديهم كانت فقط كردة فعل طبيعية في ذات اللحظة إثر النشوة التي ترتفع للحظات أو لسَاعات أو لأيام أو لأشهر؛ ولانعِدام الجدية ولا وجود لها من الطبيعي جداً المآل لهذه النتيجة!

والشخص التي تكون لديه الرغبة ومقرونةً بالجدية هو الذي سيبدأ بالاستثمار في هذا المشروع مُتخذاً أولى الخطوات وعلى النهج الصحيح والسليم، فكلما وجد في طريقه منعطفاً حاداً، أو إحدى العقبات التي يخشى السقوط في هُوَتِها؛ وقدرته على تخطيها مورد طاقتها جديته التي قُرِنت برغبته!

المنطلق الثاني:

ثم يتولّد لحظتها عنده الإصرار والمُضي قُدُماً والخوض في غِمار التحديات؛ وذلك الحين لن يعد يُبالي بالعقبات والمنعطفات؛ بل تكون حينها إن وُجدت ستنْفعه! لأنها صارت بالنسبة له مورِداً لطاقته ودافعاً لاستمرَاريته ولإيجابيتِه وتحديه وإصراره.

المنطلق الثالث:

ومن ثم يكون عاملاً ومُسبباً، وباعثاً له شُعلة وضياء مصابيح الثقة والتي يتضح من خلالها الدوافع الحقيقية التي تخلو من الإفراط أو التفريط؛ وهذا الجزء لا يصل إليه إلا وقد تولدت لديه الاستمرارية ولا يرى سواها!

الجانب الثالث: من الأمثلة على الوسائل التي بالإمكان الاستفادة منها لسهولتها أثناء التعامل معها، وكذلك توفرها؛ إما بالحصول عليها أو لسهولة الوصول إليها:

ومنها مثالاً لا حصراً: الاستفادة من أهل الخبرة وذلك إما بسؤالهم والتعلّم منهم واستخراج الدفين من المعلومات الذهبية بداخلهم، أيضاً بالحضور إلى مجالسهم إن أمكن. الاستفادة من الدورات التدريبية والورش التعليمية والمحاضرات التأهيلية التي تُقيمها المراكز المُجتمعية بالمجان أو بمبالغ رمزية.

كذلك الاستفادة ومن خلال الحرص والمتابعة على حضور وُرَش ونَدوات ومُؤتمرات التوظيف التي تُقيمها وتُنظمها الجهات المجتمعية وبحضور الكثير من الشركات والمُوؤسسات الأهلية.

كذلك أيضاً الاطلاع والتسجيل ومتابعة النشرات الإعلانية والدوريات التي تُصدرها الجهات المنظمة للقطاعات الخاصة أو للشراكة بسوق العمل كونها الرابط وحلقة الوصل بين القطاع الخاص وسوق العمل.

إضافةً إلى أهمية التواصل والمتابعة مع بعض الشركات الكبرى المعروفة بشراكتها المجتمعية وذلك لكثرة وأهمية البرامج والورش التي تُقيمها بشكل دوري، سواءً التِي تُقدمها مباشرة ويُشترط لها الحضور فعلياً، أو التي تُقدمها إلكترونياً ويكون الحضور فيها عن بعد!

وهناك الكثير الكثير من هذه البرامج في الوقت الحالي ومثلها ما سيكون جديداً ومتطوراً؛ وكلما زاد حرصك على هذا المشروع الذي استثمرت فيه ذاتك وطوَرتها يوماً بعد يوم، تكون ذاتك تتدرج في أهميتها وتَتضاعف قيمتُها التي لا تُقدر بثمن!

بقلم: عبدالله بن سلمان السحاري