اسألني عن المسيحية.

ان الاشخاص الاقرب للمسيح لم يتركوا اية تفاصيل عن شكل المسيح ولم يتركوا صورة او اي شيء من هذا القبيل.

وذلك لأن المسيحيين الأوائل فهموا ان المسيح كان شكله عاديا ولكنه لم يكن انسانا عاديا، بل كان الله المتجسد (يوحنا 1:1، 14:1؛ انجيل يوحنا 28:20). وبما انهم اطاعوا الوصايا العشر (سفر الخروج 1:20-17)، طبقوا الوصية الثانية "لا تصنع لك تمثالا منحوتا، ولا صورة مما في السماء من فوق، وما في الارض من تحت،وما في الماء من تحت الارض. لا نسجد لهن ولا تعبدهن."(سفر الخروج4:20 ).

ويسجل التاريخ، ان الكنيسة الاولى كانت صارمة في منع عبادة الصور، لذلك لم ترد تذكر وجه المسيح او رسم صورة له (Claudine Chavannes-Mazel, “Popular Belief and the Image of the Beardless Christ,” Visual Resources, Vol. 19, No. 1, p. 29)، وبعد موت الرسل الأوائل بدأ مجموعة من المسيحيين في تجاهل الامور السابق ذكرها.

وتعود اقدم صورة وجدت تمثل وجه المسيح تعود الى سنة 240-256م تقريبا، ومن الواضح ان الفنانين الذين رسموا الصورة بعد المسيح بحوالي 200 عام، لم يروا المسيح ولم يعرفوا احد تلاميذه او احد معاصريه.

بعد عام 400م بدأت تنتشر صورة المسيح في جميع الكنائس، وقد تم تصوير المسيح باشكل الحالي المتعارف عليه؛ لانه حسب الفن اليوناني والروماني فان الشعر الطويل يدل على الالوهية، وبتطويل شعر المسيح تم تفريقه عن التلاميذ وباقي القديسين (Thomas Mathews, The Clash of Gods, 1993, pp. 126-127).