اسألني عن المسيحية.

هل فعلًا تصدّقون في المسيحية أن النّبي عيسى عليه السلام قد صُلِب ؟

نعم، فروايات الأناجيل من البداية تلقي بظلالها على هذا الحدث. فعلى سبيل المثال لا الحصر، مقابلة مريم مع سمعان الشيخ توضح أنه سيجوز في نفسها سيف (لو 2: 35). ووصف يوحنا المعمدان للمسيح هو أنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يو 1: 29). وحتى في مشهد من أروع مشاهد تجلي مجد المسيح على جبل التجلي مع موسى وإيليا، كان موضوع حديثهم هو خروجه (فدائه) المزمع أن يكّمله في أورشليم (لو 9: 31). فأكثر ما كان مركزياً في رسالة المسيح كان بذله لحياته وهو ما قاله المسيح نفسه في مرقس 10: 45 أن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين. وبشكل عام وبالنظر لروايات الأناجيل كما دونها البشيرون الأربعة نجد أن ما خصصوه لرواية الصلب والقيامة يأخذ حيز أكبر بكثير من باقي أحداث حياة المسيح. لذا فتركيزهم الواضح على موت وقيامة المسيح يعطي لنا فهماً لمركز الرسالة التي أرادوا توصيلها لنا.

وقد ذكرت الاناجيل الاربعة قصة صلب يسوع المسيح بالتفصيل:

• إنجيل متى 27. (

• إنجيل مرقس 15. (

• إنجيل لوقا 23. (

• إنجيل يوحنا 19. (

نسمع بالبعض يقولون ، النسخة الفلانية من الأنجيل والنسخة الفلانية ، هل هناك أكثر من إنجيل ؟؟؟

يجب أن نعرف أولاً أن كلمة إنجيل معناها الأخبار السارة – أي المفرحة. وفي الغالب تطلق كلمة (الإنجيل) على كتاب العهد الجديد كله (لأنه مليء بالأخبار السارة). إلا أن كلمة إنجيل عادة يقصد بها أحد الكتب الأربعة التي نقلت لنا بشارة المسيح والتي دونها أربعة من أتباع المسيح المعاصرين له بإيحاء من الروح القدس. فقد شاء الله أن يسجل سيرة المسيح في أربعة كتب، فحصلنا على بشارة الخلاص المفرحة: إنجيل واحد، تعليم واحد، وحقيقة واحدة، مسجلة في أربعة كتب بأربعة أساليب إنشائية وأدبية مختلفة.

إنجيل متى أي الأخبار السارة عن المسيح كما دونها البشير متى بوحي من الروح القدس. وهدفه الأساسي أن يثبت للناس عامة، ولليهود خاصة، أن يسوع هو المسيا أي المسيح الذي تنبأ عنه الأنبياء مئات المرات. ولذلك تتكرر فيه عبارة "لكي يتم ما هو مكتوب (أي في العهد القديم)". وفيه يعطي سلسلة نسب المسيح إلى أبيهم إبراهيم، وإلى داود الملك. ولكن اليهود لم يؤمنوا به فرفضوا ملكهم ومخلصهم.

إنجيل مرقس، كتبه مرقس بوحي من الروح القدس وفيه سرد للخدمات التي قام بها المسيح الذي قال عن نفسه أنه جاء "لا لـيُـخدَم، بل ليَخدُم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين..

إنجيل لوقا، كتبه البشير لوقا بوحي من الروح القدس ليثبت أن المسيح جاء أيضا لكل العالم. ولذلك فسلسلة نسبه تمتد إلى آدم، الذي هو أبو الجنس البشري كله. وأنه جاء "يطلب و يخلص ما قد هلك". ففيه تظهر نعمة الله التي ترحب بالخاطئ التائب. وفيه قال المسيح أنه "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب".

إنجيل يوحنا، كتبه الرسول يوحنا بوحي من الروح القدس، ليثبت أن المسيح جاء من السماء وصار إنسانا لأجلنا. وأن الله أحب العالم كله وبذل المسيح "لكيلا لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية".

فالإنجيل الواحد، كما دوّنه أربعة بشيرون مختلفون، ليس من تأليف إنسان، بل هو من الله، وإذ ندرسه نحصل على فكرة أكمل وأشمل عن فادينا ومخلصنا يسوع المسيح.

وبخلاف ما يظن البعض لم يكن هناك إنجيل "أنـزل على المسيح"، بل المسيح هو الذي أوحى لهؤلاء الأربعة، بروحه القدوس، أن يكتبوا هذه البشائر الأربعة.

تقولون أن المسيح هو الله ، ومنكم آخر يقول هو ابن الله ، ما مدى صحّة هذه الأقوال ؟؟؟

بحسب العقيدة المسيحية فإن المسيح هو الله وابن الله في آن واحد، ومن ابرز الايات التي تدل على ذلك في

 إنجيل يوحنا 1:1 "فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللهَ."