السلام عليكم، ورحمة الله تعالى و بركاته.
معكم د،خالد. ماجستير في السوسيولسانيات، أستاذ اللغة العربية، باحث أكاديمي في مجال علم النفس التربوي، مدقق لغوي، لدي تجربة متواضعة، تقدر بعشر سنوات.
يمكنم طرح أي سؤال، مرتبط بجانبي المهني و سأجيبكم إن شاء الله
بداية آنسة رغدة يجب أن نؤكد على أن هذه الظاهرة قديمة لكنها ليست كما هي عليه الآن، إذ كانت تستخدم فيما يسمى التناوب اللغوي عند الشخص الذي يتحدث لغتين. بيد أنه و في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم وانتشار المصطلحات المستحدثة أصبحت هذه الظاهرة شائعة، وتستخدم بشكل كثيف من الجميع لعدة أسباب، منها الارتقاء لمرتبة معينة من اللغات والتمييز المجتمعي والطبقي. كما أن كثافة استخدام اللغات الأخرى لها تأثيراتها وأسبابها، إذ جاءت بعد فترات الانتداب، ولا سيما الفرنسي و الانجليزي الذي يمكن وصفه بأنه استعمار ثقافي ومحاولة لتغيير المجتمعات بدءًا باللغة التي تعد هوية الفرد. و الغريب أن المجتمعات تعيش الآن في مرحلة "التمظهر" الذي يسعى من خلالها الفرد تسليط الضوء عليه، بأنه يتحدث أكثر من لغة ولديه العديد من المفردات. علاوة على ان لجوء الوسط الإعلامي إلى استخدام اللغات الأجنبية هو لإبراز صورة المذيع للمشاهد بأنه يتقن عدة لغات، مما له تأثير سلبي على المحتوى وتركيز الصورة فقط على المذيع. دون أن نغفل مشكلة التركيبة السكانية في الدول العربية، و التي أسهمت في توسع مشكلة تراجع العربية، لأن المواطنين باتوا أقلية مع غلبة اللغات الأجنبية و الفرنسية، حيث باتت الإنجليزية لغة التجارة والاقتصاد والحياة اليومية، على الرغم من القرارات الحكومية التي حاولت حماية العربية، وجعلها لغة تخاطب، فإن كثيراً من المنشآت أهملت ذلك. من لا يملك معرفة بالإنجليزية، قد يواجه صعوبة في قضاء احتياجاته اليومية، في ظل الوضع الحالي، فكل ما حولنا ينطق بالإنجليزية، فضلاً عن أن كثيراً من الأسر التي نشأت من جيل الثمانينات والتسعينات الذين درسوا الإنجليزية، يشجعون أبناءهم على التحدث بالإنجليزية، وهنا تكمن الخطورة، خاصة في ظل تحديات تتعلق بالهوية الوطنية والثقافة، خاصة في ظل وجود الخادمات -في بعض الدول العربية و خاصة بلدان الخليج- مكوناً رئيسياً في المنزل، والشعور بالتفاخر والتمدن الذي يعيشه بعضهم، عند مخاطبة الأطفال والخدم بالإنجليزية و الفرنسية، وإهمال العربية تماماً.
التعليقات