السلام عليكم، ورحمة الله تعالى و بركاته.
معكم د،خالد. ماجستير في السوسيولسانيات، أستاذ اللغة العربية، باحث أكاديمي في مجال علم النفس التربوي، مدقق لغوي، لدي تجربة متواضعة، تقدر بعشر سنوات.
يمكنم طرح أي سؤال، مرتبط بجانبي المهني و سأجيبكم إن شاء الله
اللغة العربية "هاجر"، مثل الكثير من اللغات، لديها إشكاليات تتعلق بالاشتقاقات اللغوية وتماثل المعاني فيها، لكن القول إنها لغة ميتة إمّا يندرج تحت الوهم الاستعلائي عن تفوق ثقافة على أخرى أو نتيجة جهل بهذه اللغة، وهو موقف لا يختلف عن مواقف الأصوليين اللغويين الذين يعيقون تطور المفردات اللغوية العربية وتحوّل معناها، فنجد النحويين -وهم من أبرز معوقي تطور هذه اللغة- عادة ما ينشرون تصحيحاتهم: قل كذا… ولا تقل هكذا…، ويعتبرون الحركية الحية في اللغة ومعانيها أخطاء شائعة. كل اللغات التي أبقيت صامدة وصلبة هي تلك التي بنت لنفسها ركائز مستحدثة وقواعد سلسة "خططت لصوغ دراسات لسانية تشرف على عافية اللغة واعتلالها، بكل منظوماتها الصرفية والصوتية والسمعية وما شابه ذلك من معطيات معرفية حديثة.
أحييك على حبك و غيرتك على العربية، و لكن لا يمكن تحميل اللغة وزر التأخر والتشظي الذي تعيشه البلاد العربية، خاصة لجهة عدم تحدث من ينتمون إليها بها، والاستعاضة عنها باللغة الشعبية الدارجة لا يعني موت اللغة بالضرورة، فهي "لغة التعليم والصحافة والسياسة والثقافة، فإذا اندثرت كلغة محكية، فهي ما زالت حاضرة وبقوة في الوعي الجمعي العربي عبر لغة خطابها. ربما تكون اللغة العربية كما يقول بعض المهتمين في حالة سكون كنتيجة طبيعية لحالة الموت السريري الذي تعيشه جغرافيا الناطقين بها.
أما بالنسبة لجمودها في الترجمة عند النقل، فهي إشكالية تخصّ لغة عالمية مثل اللغة الإنجليزية، التي لا توجد فيها أدوات ربط مثل تلك التي في اللغة العربية، "فيستعيض المترجم بالمعنى كي لا يفقد نقلها من لغة إلى أخرى بريقها. و هنا، لا يجب أن لا ننسى دور التكنولوجيا الرقمية ودورها في تراجع الكثير من اللغات بسبب التعامل مع هذا المجال بلغةٍ واحدة.
التعليقات