السلام عليكم، ورحمة الله تعالى و بركاته.
معكم د،خالد. ماجستير في السوسيولسانيات، أستاذ اللغة العربية، باحث أكاديمي في مجال علم النفس التربوي، مدقق لغوي، لدي تجربة متواضعة، تقدر بعشر سنوات.
يمكنم طرح أي سؤال، مرتبط بجانبي المهني و سأجيبكم إن شاء الله
مرحباً دكتور خالد، لقد سمعت محاضرة لمهندس أيمن عبدالرحيم يتحدث عن أن مع التطور التكنولوجي سيقلل العديد من الوظائف وهذا مايحدث حالياً بفضل الذكاء الإصطناعي، ولكنه ذكر أيضاً أنه على الرغم من ذلك فوظائف اللغات وكل ماله علاقة باللغات وأهمهم اللغة العربية بالنسبة لنا، ستظل لها أهمية وأولوية مثل تعليم الذكاء الإصطناعي اللغة مثلاً، فهل ترى فرص فى اللغة العربية إستُحدثت مع مرور الوقت وثورة الذكاء الإصطناعي مما له علاقة بتخصصك مثلاً؟!
سؤالك مهم جدا أستاذ "شعبان"، و لكن ما رأيك لو طرحناه على الذكاء الاصطناعي أولا؟
حين سئل الذكاء الاصطناعي هذا السؤال أجاب بأن التعامل مع اللغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي أصعب من التعامل مع اللغات الأخرى، ويمثل تحديات خاصة بسبب التعقيد اللغوي في سياقات النحو والصرف والدلالة، لذلك يصعب بناء نماذج خاصة بها اعتمادا على الذكاء الاصطناعي. كما أن وجود جذور وأوزان وتفاعيل يزيد من تعقيد المعالجة اللغوية وتحليل الجمل العربية، ناهيك من التعددية اللغوية في اللهجات والاختلافات بين البلاد العربية، بل بين المدن في البلد نفسه مما يجعل تطوير النماذج اللغوية أكثر صعوبة وتعقيدا. وكذلك بسبب البيانات المحدودة، فعلى الرغم من سعة انتشار اللغة العربية في العالم، فإن البيانات المتاحة للتدريب والتعلم في مجال الذكاء الاصطناعي محدودة قياسا باللغات الأخرى مثل الإنجليزية، كما أن النصوص العربية المكتوبة بخط اليد تعد تحديات إضافية، وتحتاج إلى تقنيات متطورة لمعالجتها معالجة دقيقة وصحيحة.
أرأيت صديقي "مصطفى"، يبدوا أن العربية أصعب بكثير مما نتصور. و قد أقر بذلك الذكاء الاصطناعي بنفسه.
يبدوا يا صديقي أن هناك تطورا مستمرا في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على اللغة العربية، وهناك عمل مستمر وسعي دؤوب لتحسين النماذج والأدوات لتحقيق تطبيقات أكثر دقة وفاعلية في هذا المجال. لا يمكن أن تكون العربية تعليما وتعلما بمعزل عن ثورة الذكاء الاصطناعي الطاغية، ويمكن تحويل ما يراه كثيرون من تهديدات ومخاوف إلى فرص في تيسير تعليم العربية، وتيسير تصويب القراءة والنصوص للعرب التواقين إلى تحسين ألسنتهم وألسنة أبنائهم بالعربية، ولغير الناطقين بها ممن يتوقون إلى تعلمها ليكونوا قادرين على التعامل مع كتاب الله تعالى تلاوة وتدبرا، أو التعامل مع النصوص العربية الشعرية والنثرية تذوقا ودراسة. قدرنا أن نفتح الأبواب للوافدين والنوافذ للرياح، على أن تكون أقدامنا راسخة وجذورنا ضاربة، عندها يكون كل ما يفد إلينا إثراء للواقع
التعليقات