السلام عليكم، ورحمة الله تعالى و بركاته.
معكم د،خالد. ماجستير في السوسيولسانيات، أستاذ اللغة العربية، باحث أكاديمي في مجال علم النفس التربوي، مدقق لغوي، لدي تجربة متواضعة، تقدر بعشر سنوات.
يمكنم طرح أي سؤال، مرتبط بجانبي المهني و سأجيبكم إن شاء الله
علميا أخي شهاب، تؤكد كل الدراسات اللسانية والسوسيولسانية على صعيد البحث اللغوي الصرف، أن اللغة العربية بجانب موقعها التاريخي والجغرافي، لها مواصفات لغوية متميزة، وتحتل بذلك حيزاً هاماً في المنظومة اللغوية الكونية، مما أهلها للإسهام بأدوار حضارية عبر التاريخ. يمكن القول في ضوء الدراسات اللغوية السوسيولوجية والنفسية إن الثنائية أو الازدواجية اللغوية من شأنها تقوية مدارك الأفراد، وجعلهم متفتحين على مختلف الأنظمة اللغوية، قد تحدث اضطرابات لغوية، لكنها عابرة، كما أن أشكالاً من الاضطرابات اللغوية قد تحدث حتى عند الأطفال الوحيدي اللغة. يعد هذا المعطى من بين الطرق العملية لجعل اللغة تدخل في صلب التدبير البيداغوجي للمنظومة التربوية، باعتباره سبيلاً من السبل للاندماج في المعارف العصرية، بما فيها ثقافة المعلومات، ووسائل الاتصال والإعلام؛ وتحقيق هذا الهدف يتطلب تعدداً لغوياً في المدرسة العربية عامة أو المغربية _ التي أنتمي إليها _ بشكل خاص، إذ يصعب الاندماج في اقتصاد المعرفة من دون تعددية لغوية، على ألا تقف هذه التعددية عند الأنجليزية أو الفرنسية، مما يدعو حسب منطق العصر تعلم لغات أجنبية متعددة، حسب شيوعها، ومكانتها العلمية والأدبية، وتوجيه عينة من الطلاب للتخصص فيها.
هنا لا بد من الإشارة - كما تفضلت أخي شهاب - إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على إحداث ثورة كبيرة في مجال التعليم، وذلك راجع إلى التطورات التكنولوجية التي ألغت الفوارق بين اللغات وحروف كتابتها، وأصبح التعاطي معها على قدم المساواة، لا فرق بين لغة تكتب بحروف لاتينية أو بحروف مغايرة، كيفما كانت أشكالها، إذ منذ اعتماد لغة الترميز الموسعة معياراً أساسياً، وقائم الذات ولكونه من البرمجيات والأجهزة المستقلة لنقل البيانات وتخزينها على صفحات الشابكة (الأنترنيت)، هذا بالإضافة إلى اعتماد الشفرة الموحدة للحروف اليونيكود، وهي مجموعة من محارف قاعدية تحتوي على جميع حروف لغات العالم، وبهذا أضحت برمجيات وأدوات التطوير للشابكة العنكبوتية أكثر ملاءمة للنطاق الدولي، واستخدام اللغات المختلفة، كيفما كانت طبيعتها، أكانت تكتب من اليمين أم اليسار أم العكس، ولم تعد بحاجة إلى إنشاء برمجية أساسية لها.
التعليقات