اذا كنا نعلم أن هذه الحياة مؤقتة وزائفة وستكون لنا حياة ثانية مغايرة ومريحة لماذا لا نعمل من أجل الحياة الثانية (الاخرة) في حين أننا اصبحنا مهتمين بالحياة المؤقتة وأهملنا الدائمة لنا
لماذا نصارع في هذه الحياة كثيرا؟
اسمح لي بالاختلاف السريع والذي أحسبه جوهريا هنا هكذا:
أساس السؤال والكلام بالأصل هو عن موضوع "ماورائي"، فكيف ننحي الفكر والتعلق به بعيدا إلى أفكار ومناحي مادية دنيوية (منغمسة في الدنيا أفقيا بعيدا عن البُعد الرأسي "السماوي" الذي يصل العبد بربهم الخلق بخالقهم) (وطبعا أعني الأفكار الشرقية البوذية وما إلى ذلك)
لا يوجد أي دين أو معتقد فلسفي أو علمي أو تربوي أو أي شيء في تراث الإنسانية يدعو أي شخص لأن يترك العالم الحقيقي ويلتفت إلى الماورائي، يمكنك مراجعة كل تراث الإنسانية، هنا لا أتكلم عن الدين فقط، كل شيء حرفياً، هذا ما لاحظه الكثير من الفلاسفة، في أنّ كل شيء كان يدعوا إلى العكس تماماً، إلى الاهتمام بشؤون الدنيا، بالعمل والحماية والرزق ومساعدة الناس وصلة الرحم وبناء الأرض وإعمارها وتزيين الحياة بالأبناء وبالمال وإلى أخره، أي شأن يعلو بالإنسان بالكليّة عن ممارسة حياته الدنيوية بيسر سيجعله أضعف ومشوّش جداً.
لعلي لم أوضح تعليقي كفاية (فيبدو أنه لم يصلك مقصودي بالضبط)
اتفق معاك على الإجماع حول التعامل مع العالم الحقيقي الواقعي فهو واقعنا أصلنا فكيف لا نهتم به. (راجع كلمتي فالذم كان "للانغماس فيه أفقيا": أفقيا بمعنى أن لا بُعد ماورائي هي فقط دنيا وحسب)
ولكن الاختلاف هو كان أن نأخذ من فلسفات وحِكم أهل المادة الذي لا يؤمنون من ورائها شيء ثم نجلبها لموضوع هو أساسه "ماورائي" (يتحدث عن الدار الآخرة وحساب وجزاء ونعيم أبدي مقيم أو جحيم) فاهم قاصدي؟
ولكن طبعا وأكيد للاهتمام بالدنيا والعالم الحقيقي المعيش هو أساس وأسباب بين أيدينا (بل راجع تعليقي العام على المقالة نفسها ستجد أني ذكرت حرفيا: "وهل الدنيا إلا مزرعة للآخرة")
التعليقات