ولدت في عالم يغطيه الكاتشب ...

ولدت أنا وعائلتي من معشر البطاطس , في إحدى المطابخ العربية . وكان يشهد مطبخنا الحبيب , العديد من الغزوات و الحروب و التي أنتصرنا فيها و مطبخنا على هذا العدو الصائل ...

ولدت أنا , ولست بقديم و لست بحديث في التسعينات من القرن الماضي ... وحدّثنا جدُنا الأكبر " البطاطس الكُبرى" عن الغزوات الكبيرة التي شهدها مطبخنا الحبيب , وكان جدي - حفظه الله- مشاركاََ في هذه الحروب و مدافعا عن مطبخنا الحبيب و حدثنا , أن من قوة هذه الحروب ومن قوة الأسلحة التي كان يستخدمها جيش اليقطين - العدو الصائل - و التي لم يشهد لها مطبخنا من مثيل ,, إلا و إننا دحرنا هذا العدو .. ولكن حدثنا جدنا ,, إن مطبخنا قد غرق في الكاتشب .. فكانت هذه تضحية عظمى يقدمها شعبنا لمطبخنا الحبيب , إلا وكنّا متحدين , كالبطاطسة الواحدة ......

كنت أتخيل منفردا ,, كيف كانت هذه الحروب و لماذا قامت ,, وهل فعلا هم هكذا يجهلون ؟؟ أنحن رخيصين جدا ,, أو أن مطبخنا فعلا باهظ الثمن لهذه الدرجة ؟؟ .. كيف تغطى أرجاء مطبخنا في الكاتشب ؟؟ كم هي مقدار هذه التضحية التي قدمها البطاطس في سبيل مطبخه ؟؟!..

ولكن في هذه الأيام , في مطبخنا العزيز ,, إنشق قومُُ من معشر البطاطس , إلى فيالق و إلى مجموعات و إلى شُعب ,, إنفصلت عن بعضها و كل منها , يتميز عن الآخر بفكرة لا توجد في الآخر , فكانت هذه شرارة لفتيل الحرب في مطبخنا .. ففعلا إنشق مطبخنا .. و أصبح البطاطسة , تقتل أختها و أخوها ,, في سبيل فريقها و وفي سبيل " مجدها - كما يوحى لها - " , فمشاهدة هذا مرعب جدا .. فمطبخنا غرق بالكاتشب من جديد ....

نسأل الله أن يحفظ مطبخنا و أن يعمره من جديد .. وأن نعود بطاطسا موحدة , وواحدة في صفِِ واحد من جديد ...