تبدأ القصة بشخص اسمه كمال، عبارة عن طالب مدرسي، شخص يبدو عليه أنه اجتماعي بعض الشيء، أي كثير العلاقات من ناحية الأصدقاء، ولديه عدة أصدقاء مقربين له (أحمد، علي، محمد). فحالما يبدأ يومه الروتيني، كل صباح يصحو متأخرًا، ويوصله أباه كل يوم إلى مدرسته التي تبعد عن بيته بمسافة قريبة بالسيارة، وكذلك لأن مدينته التي يعيش فيها صغيرة للغاية بالمقارنة بباقي مدن دولته. فحالما ينتهي أباه من توصيله يبدأ يومه الدراسي بدخوله إلى المدرسة، لكونه شخصًا اجتماعيًا يبدأ بالسلام على مدرسيه وزملائه كلهم، إلا أنه يفوّت أصدقاءه المقربين كونه يعتبر هذا من القرب لهم ومن هذا القبيل. فحالما يأتي للمدرسة يبدأ الدرس الأول الروتيني، بدرس الكيمياء، حيث يشرح المدرس بعض المعادلات الكيميائية، وينتهي الدرس الأول فتأتي الفسحة، ويبدأ كمال كل يوم بالنزول إلى الساحة المدرسية مع زملائه، بين الذين يتكلمون والذين يشترون من صاحب المتجر الذي داخل المدرسة، والذي يدعى أبو غايب، وأيضًا ينزل مع أصدقائه المقربين، فيتكلمون بشتى أنواع الحديث ويتبادلون أطراف الكلام عن يومهم، ويبدأ علي، صديق كمال المقرب، بإلقاء النكت التي يحبها كمال كما هو المعتاد، فيضحك كمال كالمعتاد، معتقدًا منه أنه أسعد إنسان بامتلاكه هؤلاء الناس في حياته، أو هذا ما يظنه...........

حالما ينتهون من الحديث يسمعون جرس التنبيه الذي ينبههم إلى الدخول إلى الدرس الآخر، وكذلك هكذا إلى باقي الدروس إلى أن ينتهي الدوام، حيث يذهب علي بسيارته الخاصة، ويبقى محمد وأحمد يذهبان كل يوم معًا إلى بيتهما، ويذهب معهم كمال لإيصالهم إلى نصف الطريق. فبينما يتكلمون يلاحظ كمال على وجه محمد بعض العلامات التي تثير الشك، والتي تبدو على وجنتيه، وكأنما هو منزعج. لم يُلقِ كمال على هذا الموضوع أي اهتمام، كونه يعد من المقربين له.

يعود كمال إلى القرب من المدرسة كالعادة لانتظار أبيه ليرجعه، فيلاحظ شيئًا غير طبيعي، فيراهما يتهامسان خلال عودتهما بمفردهما، وكأنهما يدبران لشيء أو يخططان لشيء ما، لكن لم يُلقِ كمال بالًا على ذلك. يعود كمال إلى بيته كما هو المعتاد، وشجار أبيه وأمه اليومي الذي يتسبب بضغط على كمال يوميًا، فكأنما الدقيقة بساعة والساعة بيوم عندما يتشاجران، حتى أصبح هذا هو الطبيعي لدى كمال يوميًا.

يبدأ كمال يومه في البيت في حميّ أكله، ليأكل أكلًا جافًا باردًا عند حوافه، فكأنما الأكل يزيده جوعًا، والشرب يزيده ظمأً. وعلى الرغم من حياته المريرة في الواقع، لديه حياة أخرى خارج هذا الوسط الذي يعيش فيه. بعد إكماله وجبة الغداء الجافة يصعد كمال إلى غرفته الصغيرة التي في الطابق العلوي، فيبدأ بقراءة واجباته والتجهيز لامتحانه الشهري. يظهر على كمال ذكاؤه في سنٍ مبكرة. حالما يكمل كمال واجباته يبدأ بمراسلة معشوقته وأصدقائه، والتفاعل مع الفيديوهات التي في مجموعتهم المشتركة، وعندما يراسلهم كمال يلاحظ تجاهلهم لرسائله، علمًا أنهم أصلًا يتراسلون فيما بينهم على مجموعتهم، فيبدي كمال استغرابًا على ذلك، لكنه لم يُلقِ بالًا أيضًا لصفاء نيته.

ينهي كمال يومه بذهابه إلى فراشه الممزق. حالما ينام كمال مطمئنًا ويظن أن مواجعه لهذا اليوم انتهت، يبدأ مرضه الرئوي المزمن بأخذ وقته، فيبدأ بسعال الدم مع عدم معرفة أهله بهذا الموضوع وعدم مراجعة أي مختص بذلك، فيبدأ كمال كالمعتاد بالسعال حتى يهدأ، وأخيرًا ينام، ليجد نفسه في منتصف الليل مستيقظًا، فينام متأخرًا كالمعتاد ويصحو متأخرًا. فيسرع بإكمال أموره اليومية حتى يشغّل أباه السيارة ويصيح على كمال لتأخره.

يشعر كمال بخنق في رقبته، وكأن هموم الدهر كلها عليه، إلا أنه شديد الإخفاء لكل شيء ولكل الناس، حتى المقربين منه، فكأنما لحظة صعوده للسيارة يلبس قناعًا ليخفي كل شيء عنه وعن حياته، وكأنه شخص آخر. ينزل كمال كما هو المعتاد، ويسلم ويمازح كل الناس كما هو المفروض، لكن في هذه المرة شيء مختلف، وكأنه مشغول هائم بشيء يأخذ كل تفكيره. فيفكر كمال للوهلة ويسأل نفسه: من أنا؟ ماذا أريد؟ فتخطر على بال كمال فكرة أن يغيب عن المدرسة لهذا اليوم ليستكشف نفسه، فيذهب إلى حيث تُلقي الريح بنفسها، وهو غارق في التفكير ويحمل جنطته بيده اليسرى، فتُلقيه الرياح في المنتزه الوطني. فيرغب بالاستراحة قليلًا، فيضع جنطته في إحدى زوايا المنتزه ويذهب إلى المحل لشراء السجائر ليجربها لمرته الأولى، اعتقادًا منه أن بهذا يسرّع من الإجابة على أسئلته. يعود كمال إلى جنطته ويدخن حتى تبقت سيجارتان، يضعهما كمال في مكان مخفي في جنطته ويرجع إلى مبنى مدرسته.

وقبل أن يوازي كمال جدار مدرسته، تأكد من عدم وجود أصدقائه، ووقف بموازاة الجدار لينتظر أباه ليأتيه، فأتاه أباه وذهب به إلى البيت كما هو المعتاد. يتغدى ويصعد إلى غرفته، ويقرر أن يأخذ قيلولة بعد هذا اليوم المتعب، فينام ساعتين استراحة، ويصحو بعد نومه فيقرر الذهاب إلى هاتفه ظنًا منه أن أصدقاءه سألوا عنه، فيلاحظ عدم الرد على رسائله التي أرسلها البارحة أصلًا. فيقرر مراسلة صديقته كما هو المعتاد، فيلاحظ برودًا في التعامل، ويدخل إلى مجموعتهم ويلاحظ مراسلتهم الكثيرة والمستمرة، وكأنما هم أصدقاؤه لكنه ليس صديقهم.

يبدأ صديقه علي بالإشارة له عبر خاصية التاغ، ليرسل صورة ما حدث بينه وبين من كان يعتقدها حبيبته، بينما هو علي في الواقع. يدخل كمال في حالة صدمة وعدم تفسير للموقف، فيقول حال لسانه: هل هذا معقول؟ هل دبر هذا خلال سنتين متواصلتين؟ وتبدأ يداه بالرجفان وقدماه بالبرودة، وكأنه في حالة صقيع من صدمته وهول الموقف عليه. يبدأ باقي أصدقائه بالضحك والسخرية منه ومما قاله في الصورة التي أرسلها علي، وقام أحمد بنشر الصورة على مجموعة طلبة صفه.

بسبب هذا الموقف، فقد كمال آخر آماله وعلة وجوده: حبيبته التي كان يأمل أن يتزوجها، وأصدقاءه الذين كان يعتبرهم إخوته. خسرهم، ولكن في الحقيقة «لم يخسرهم… لأنه في الحقيقة لم يكن يملكهم». يزداد على كمال مرضه المزمن ويبدأ بالقيء، وخاصة قيء الدم، فيبدأ جسمه بالخوار والضعف حتى اتخذ وضعية الركوع لعدم قدرة ساقيه على حمله، وبدأ القيء بالتراكم عليه وحول غرفته البائسة، ليبدأ شرايين قلبه بالتجلط، ووقع على رأسه مما سبب خللًا في مركز جسمه، ألا وهو قلبه، فكأنما ينبض ١٧٠ نبضة من صدمته حتى توقف عن العمل. وكان هذا يوم الخميس، فلم يلاحظه أحد لشدة انعزاله داخل البيت حتى يوم الأحد صباحًا، ظنًّا من والديه أنه تأخر عن دوامه، فحالما فتحا الباب لقياه جاثيًا على الأرض، الدود ينهش بطنه، والذباب يتطاير فوقه، والدم قد تيبس على وجهه ورقبته.

انتهى.