لم تكن تعلم متى بدأت تنهار، لكنها كانت تُدرك تمامًا أنها تعبت
تعبت من الصبر الطويل، ومن الكلمات التي تُقال مرارًا دون أن تُشفي، ومن الليالي التي تسهرها بينما الجميع نائم، تُحدّق في السقف وتُراجع كل شيء: خطاياها، خساراتها، وكم مرة سقطت ولم يُمدَّ لها أحد يدًا
كانت تُصلي... لا كثيرًا، لكن بما تبقّى من قلبها.
تهمس كل ليلة: "يا رب، أنا مش قادرة تاني... بس إنت تقدر."
ثم تنام، لا تنتظر معجزة، لكنها تحاول أن تُسكت الألم بالدعاء.
وفي يومٍ لم يختلف عن سابقه، جاءها الجبر دون ضجيج.
لم يكن شيئًا كبيرًا... كان فقط رسالة من شخصٍ ظنّت أنه نسيها، وكلمة طيبة من عابرٍ لا تعرفه، ونسمة هواء باردة شعرت بها في وقتٍ كانت تختنق.
حينها أدركت أن الجبر لا يأتي كما نتوقعه، بل كما نحتاجه.
يأتي صامتًا، لكنه يُرمم الداخل، يُجفف الدموع القديمة، ويُعيد لملامحها شيئًا من الحياة.
رفعت رأسها، ونظرت إلى السماء، ثم ابتسمت بخفة وقالت:
"اللهم كما جبرتني، اجبر كل قلبٍ مُتعب... فأنت وحدك تعرف ما لا يُقال."
التعليقات