بعد مغيب الشمس، تبسط الظلال سيطرتها على كل شيء، فتمسي الأجواء باردة ومخيفة، وألجأ إلى مصابيح البيت حتى أخفف من تلك العتمة، إلا أنها وإن أختفت من أمامي تبقى قابعة في وساوس خيالي، وتبدأ استعراض كل الويلات المسجلة في تلافيف دماغي لأخوض تجاربها نفسياً من جديد، وكأن عيش تلك اللحظات لم يكن كافياً حتى استعيد مشاعرها وصورها كل ليلة، ولكني أواصل درب المقاومة وأذهب إلى سريري الدافئ لكي اغوص بين احضانه وانسى العالم كله ولو للحظات، ولكن رغم غياب البرد يُبقى الظلام انفاسي محبوسة وتزداد حرائق الذكريات اشتعالاً في دماغي، وما إن أفتح عيني محاولا إخمادها، لا أجد أمامي إلا هاتفي المخلص ذلك المعدن الصلب ذو العقل الإلكتروني الذي صار يعرف كيف يخفف جروحي النفسية المعقدة التي فشل في حلها أعظم الأطباء والمقربين بطريقة سحرية سريعة، إلا أنه غيور ولا يسمح لي بالانشغال بسواه، فكلما أنهيت مقطعاً اقترع عليَ غيره، وكلما خرجت من تطبيق نبهني إلى آخر، وهكذا حتى أجد الفجر يؤذن وأنا مازلت في حالة يقظة لم يذق عقلي فيها الراحة ولو للحظة، وأكمل باقي اليوم بعدها أحلم بالعودة للسرير وأتوعد نفسي بالبعد عن هاتفي حتى يتسنى لعقلي أن ينام، ولكن في كل ليلة حين يحل الظلام لا أجد إلا ضوء هاتفي يبقيني بعيداً عنه وعن وساوسه الأليمة.
ضوء ساطع معتم
أعجبتني القصة كثيراً فهي تعكس معاناة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية. فالظلام يرمز إلى مخاوفهم واضطراباتهم، التي لا يمكنهم الهروب منها. والهاتف للأسف ليس حل مؤقت، أمل أن يجد كل من يعانون من أمراض نفسية ضالتهم عند الأطباء أو المعالجين النفسيين المتخصصين، ولكن ياترى لما مازالت فكرة الذهاب للطبيب النفسي بمثابة عيب لكثير من الناس!
الكثير من المشاكل تشوب فكرة الذهاب لطبيب نفسي ليس فقط فكرة العيب بل احياتا مخافة ادمان الادوية النفسية او بعض الممارسات الطبية الخاطئة الخاصة بهذا المجال أو بعض النصابين الذين يدعون انهم اطباء ومتخصصون في علم النفس وما هم إلا مشعوذون ويرطع كل ذلك إلى فكرة الجهل العام بماهية الطب النفسي ومدى صلاحيات الطبيب النفسي وتخصصه فالبعض يعتقد أن الطب النفسي فرع واحد او قسم واحد والبعض يعتقد انه علم زائف كالتنجيم وقراءة الكف لذا فالمشكلة الأساسية هنا في الوعي الجماعي للمجتمعات الفقيرة هذا كله غير مغالاه الأطباء النفسيين في اسعار الكشف والعلاج والاي تجعل من العسير على متوسطي الحال أن يجازفوا بالذهاب إلى الطبيب بسبب ضيق المعيشة
على ذكر طبيب النفسي لو امسكت بشخص غريب لا بعرف في الطب النفسي شيئ سيجيبك ويريحك بكلاماته وعند ذهابك الى طبيب المختص يسألك بعض الاسئلة وانت تجيب ومع كل كلمة تحس بشعور غريب تصف كل الامك وفي الاخير ينصحك الا تكترث الى البشر وضع اهداف في حياتك واغلب الناس تعاني مثلك ومن ثم يصف لك ادوية لكي تدمن عليها لا اقل ولا اكثر ومن هنا تصبح حياتك جحيم الادمان وسعي وراء شراء ادوية غالية الثمن ضررها اكثر من نفعها
لا يوجد اطباء في بلداننا العربية نقطة
التعليقات