هذه روايتي الجديدة ( البداية فقط! ) التي بدأت بكتابتها مؤخرا ، أتمنى أن تنال إعجابكم و إبداء ملاحظاتكم ، فأنا لا زلت في البداية و احتاج لتصحيح الكثير من الأخطاء ، قراءة ممتعة !!

الفصل الأول: بداية جديدة

"{ماساتشوستس - ميتم الزهور - 1999-01-04 - الساعة 06:15 صباحًا}"

كان صباحا ضبابيا بشكل غير عادي، وفي وسط ذلك الضباب الكثيف ، كان هناك شخص مرتدٍ ملابسه السوداء ، مخفيا رأسه بقبعة، ووجهه بوشاح حاكه الزمن، فظهرت آثار القِدم عليه ، حاملا بين يديه شيئا ملفوفا في قماش ، وضعه على عتبة الميتم ، ثم ذهب مسرعا مختفيا بين خيوط الضباب الكثيفة تلك . ذلك الشيء الملفوف بعناية في بطانية من قماش فاخر هو طفلة صغيرة جميلة متوردة الخدين ، و قد وضعت قصاصة داخل البطانية مكتوب عليها قصاصة داخل البطانية مكتوب عليها " 'إليوت - وُلدت في 1999/01/01' ".

هل هذا الطفل هو مستقبل العالم أم مجرد طرحة ضائعة؟

|_______|

{ بعد 17 سنة - ميتم الزهور - قاعات التدريس }

وسط ضجيج الطالبات و ثرثرتهم، كانت تلك الفتاة جالسة بهدوء تستمع لأستاذة التاريخ و هي تقول : ” صمت!!! هذا عامكم الأخير في الميتم و يجب عليكم أن تعتمدوا على أنفسكم ، على كل حال كما تعلمون ففي الأسبوع القادم لدينا معرض التاريخ الخاص بميتمنا ، و نحن نرموا لجمع تبرعات كثيرة فيه ، و لتحقيق ذلك يجب عليكم تحضير ابحاث رائعة و مميزة تليق بهدف الحفل , هذا كل شيء”. ثم رن جرس انتهاء الحصة ، فنهضت كل البنات بشكل هستيري متدافعين ، لكن تلك الفتاة كانت الخيرة كونها على الأرجح لا تحب الزحمة ، و عندما قارت على الخروج من القاعة نات الأستاذة “ إيلفران “ : إليوت تعالي ، أريد إخبارك شيئا (….) أنا أعتمد عليك كثيرا يا صغيرتي إليوت ، و أعول عليك أكثر من زميلاتك، كوني أعلم كم أنتِ ذكية وذات إمكانيات كثيرة ، أبذلي جهدك في هذا البحث ، حسنا ؟

-إليوت : “ حسنا سيدتي إيلفران “

ذهبت إليوت إلى الحمام لقضاء حاجتها لكن في طريقها قابلت “ إلزامبرت “و”جاسمين” الفتاتان اللتان يحاولان جعل حياتها جحيما، فمنذ بدأت ذكرياتها و هاتان الفتاتان تتنمران عليها بشتى الطرق ، و لكن لحسن حظها فهي تملك مهارة اللامبالاة بالفطرة لذلك هما لا يؤثران عليها بتاتا بتصرفاتهما الصبيانية تلك ، التي قد تصل أحيانًا إلى استخدام العنف ، مثل الآن ، إذا قامتا بدفعها وضحكتا بشدة قائلتان : هذا لأنكي تتصرفين بغطرسة و تكبر لا أساس لهما أنتِ يتيمة مثلنا، ولكنكِ لا تتحدثين معنا ، هل أنت اميرة او ما شابه ( صوت قهقهة و ضحك بصوت عال) “

نهضت البنت المسكينة و نفضت الغبار من ملابسها و قالت : “ لدي واجب علي أنأ نجزه ، وعليكما فعل ذلك أيضا خيرا لكما “, ثم ذهبت .

دخلت إلى الحمام لتغسل وجهها وتخفّف من تعبها بعد الحصص الدراسية المتواصلة، وعندما رفعت رأسها من حوض الغسيل، قابلها انعكاسها في المرآة الطويلة الموجودة أمامها: فتاة ساحرة بشعر كالليل العميق، حيث يتدلى الشعر الأسود اللامع بأملس نعومة على كتفيها بسحر خاص. تكتمل إطلالتها بعيون زرقاء عميقة، تلمع ببريق البحر الهادئ، وتشع نجومًا خاصة في أوقات الظلام. وجهها متناغم وجميل، محاط بنقوش سحرية خفية تضيف له نظرة غامضة وجاذبية خاصة. شفتيها رقيقتان بلون وردي ناعم.

عندما دخلت إليوت الغرفة، اتجهت مباشرة نحو مكتبها الخشبي الجميل الذي كان يضيءه ضوء النافذة المشمسة. كانت تشعر بالحماس والقلق في الوقت نفسه، حيث كانت تستعد لبدء بحثها المدرسي. لم تكن تعرف بالضبط ماذا ستكتب في بحثها، وقالت لنفسها بتوتر: 'كيف يمكنني أن لا أخيب ظن السيدة ميشيل؟ على ماذا يجب أن أكتب بحثي؟'

ثم انقضت على مكتبها بكتبه المدرسية المختلفة وأوراقها الملونة وبدأت بتصفّحها بحثًا عن الإلهام. وفجأة، تذكرت! تحدثت السيدة ميشيل ذات مرة عن تلك الحضارة القديمة، ماذا كان اسمها يا ترى؟ وقالت بحماس: 'نعم!! كان اسمها حضارة أطلنتس!'

مع وجود هذه الفكرة في ذهنها، بدأت إيليوت بالبحث على الحاسوب. لم تكن الحقائق عن حضارة أطلنتس تبعد سوى بضعة نقرات على لوحة المفاتيح. ابتكرت استراتيجيات بحث مذهلة تأخذها في رحلة استكشافية في عالم الإنترنت. اطلعت على الصفحات الإلكترونية للأثريين والباحثين الذين شاركوا معلوماتهم حول أطلنتس وموقعها المحتمل تحت الماء. واستمعت إلى نظريات الباحثين حول تقنياتها وتطورها الفريد.

واكتشفت إيليوت أن حضارة أطلنتس كانت حضارة متقدمة بشكل لا يصدق، قامت ببناء مدن تحت الماء وتطوير تكنولوجيا فائقة. تجمعت بحقائق قيمة عن هذه الحضارة المفقودة، وبدأت تصوغ بحثها ليصبح ممتعًا وشيّقًا للقراء."

صباح يوم الأحد، في تمام الساعة 09:00 صباحًا، وفي قاعة الحفلات بميتم الزهور، كانت القاعة الواسعة مكتظة بالناس، حيث امتلأت كل زاوية منها بالحضور الشغوف. في آخر القاعة، تم نصب المنصة التي تستخدم لتقديم بحوث الطلاب التاريخية. تقدمت الآنسات الواحدة تلو الأخرى لشرح بحوثهن باستخدام جهاز العرض المشرق الذي يقف خلفهن.

بعد انتهاء الكثير منهن، أعلنت منظمة الحفل: "والآن نأتي إلى آخر طالبة في الصف 12، وهي "إليوت". فلنرحب بها بحرارة على هذا المسرح." تصاعدت أصوات التصفيق من الجمهور وصوت الهتافات المشجعة.

إليوت انتقلت بثقة إلى المنصة وسط هذا الضجيج المحموم من الحضور. وضعت حاسوبها على المنصة وربطته بجهاز العرض، وبدأت في السرد ببهجة: "اليوم، سأتحدث لكم عن حضارة أطلانتس القديمة، وهي حضارة تاريخية مثيرة ومثيرة للاهتمام بالفعل. أطلانتس هي حضارة تقول الأساطير أنها غرقت في المحيط الأطلسي قبل آلاف السنين، ولكن هل هذا مجرد خرافة أم حقيقة؟ دعونا نلقي نظرة على الأدلة التي تشير إلى وجود أطلانتس:

الأدلة الجغرافية:

  • النظريات تشير إلى أن أطلانتس كانت تقع في المحيط الأطلسي، على بعد نحو 900 كيلومتر إلى الغرب من جبل جيبلتار.
  • يقول العديد من الباحثين أن القارة كانت تمتد من الجزر الأزور إلى البهاما.
  1. الأدلة الأثرية:
  • تم اكتشاف هياكل ومواقع قديمة تشبه الهياكل المصرية واليونانية في المناطق التي يُعتقد أن أطلانتس كانت موجودة فيها.
  • تم العثور على تماثيل وأطباق خزفية ومواد أخرى قديمة في المحيط الأطلسي يُعتقد أنها تشير إلى وجود حضارة قديمة.
  1. الأدلة الأسطورية:
  • وصف الفيلسوف اليوناني بلاتون أطلانتس في محاضرتين منفصلتين، "تيمايوس" و"كريتياس". وفي هذه الأعمال، وصف أطلانتس كمملكة غامضة تغرق في المحيط بعد فترة من الرخاء والازدهار.
  • الأساطير اليونانية تشير إلى أن أطلانتس كانت مملكة قوية ذات تكنولوجيا متقدمة وتحكمها حكومة ذكية.
  1. الأدلة العلمية:
  • تم استخدام تقنيات الغواصة واستكشاف القاع البحري للبحث عن أطلانتس، وعلى الرغم من عدم العثور على مؤكدات بعد، إلا أن هناك نقاط اهتمام تشير إلى وجود هياكل محتملة تحت سطح المحيط.
  1. الأدلة الأدبية:
  • العديد من الكتّاب والمؤلفين عبر التاريخ قاموا بكتابة أعمال تشير إلى أطلانتس، مثل أعمال هيرودوت ودوّر وأفسس.
  1. الأدلة الثقافية:
  • يوجد العديد من الثقافات والأديان القديمة التي تشير إلى أطلانتس كجزء من تراثها وأساطيرها.
  1. الأدلة الجيولوجية:
  • هناك نظريات تشير إلى أن الزلازل والانهيارات الجيولوجية قد تكون مسؤولة عن غرق أطلانتس.

تذكيرًا، تظل أطلانتس موضوعًا للأبحاث والنقاشات، ولم يتم العثور على دليل قاطع حتى الآن على وجودها. لكن هذه الأدلة والشواهد تظل مثيرة وتثير الفضول حول هذه الحضارة المفقودة.

ذهل الجميع في الحفل ببحث إليوت، فقد أثبتت بلا شك أنها شابة موهوبة بامتياز. كانت كلماتها ترتسم في أذهان الحاضرين مثل لوحة فنية تنبض بالحياة. تجمعت التصفيقات والتعابير المعجبة من كل اتجاه، والحماس لمسيرة حملة جمع التبرعات لم يكن له مثيل. ولكن في هذا اللحظة المميزة، كان هناك لمسة من الدراما تتداخل مع الإعجاب والحماس. في أعماق القاعة، وبين الحشود الحاضرة، كان هناك زوجان من الباحثين البيولوجيين الشهيرين. إنهما زوجان يشتهران بعملهما البيولوجي واكتشافاتهما الرائدة. لم يكن بإمكانهما كبت إعجابهما بإليوت، ولذا قرروا التحدث بوضوح. بدأا بلفت الانتباه إلى أنفسهما بتصفيق طويل وحار منحهما الفرصة للتحدث بعد انقطاع. ومن ثم، بينما كانت إليوت مذهولة ومتفائلة، تقدم الزوجان إلى المنصة وسألا بصوت ممتلئ بالحماس: "هل يمكننا التحدث إلى إليوت وإلى إدارة الميتم بشأن شيء مهم جداً؟". زاد هذا السؤال من حماس الحضور وفتح الباب لأحداث درامية جديدة في تلك اللحظة المميزة. وبعد أن تم منح الزوجين الفرصة للكلام، قالا بإخلاص: "نحن نود التحدث عن إمكانية تبني هذه الفتاة المذهلة والموهوبة إليوت." هذه الكلمات أثارت صدمة الحضور وخلقت توترًا مثيرًا يجعل الجميع ينتظر بفارغ الصبر استمرار الأحداث.

في تلك اللحظة، انقطع التصفيق وساد الصمت في القاعة، حيث كان الجميع ينتظر بفضول وحماس شديد لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك. إليوت، التي كانت مذهولة للغاية، تلمست فرصة غير متوقعة لتحقيق حلمها بالعثور على عائلة تحبها وتعتني بها.

إليوت أجابت بصوت هادئ ومتأمل: "بالطبع، أنا ممتنة جداً لهذا الاقتراح الكريم. لكن، هل يمكن أن نتحدث أكثر حول ماذا سيعني هذا بالنسبة لي ولحياتي؟"

أجاب الباحثان بابتسامة دافئة: "بالطبع، سنكون سعداء بشرح كل التفاصيل لك بعد الحفل. إلا أننا نرغب في أن تعلمي أننا نرغب بشدة في تبنيكِ وتقديم لكِ منزل وعائلة حقيقية."

بدأ التصفيق من جديد بقوة، ولكن هذه المرة كانت مشبعة بالفرح والأمل. إليوت، الفتاة التي نشأت في ميتم الزهور وعاشت حياة مليئة بالتحديات، وجدت نفسها في لحظة مفصلية في حياتها، حيث انتظرتها عائلة جديدة وفرصة لحياة أفضل.

دخلت إليوت مرحلة جديدة في حياتها، رحلة مليئة بالأمل والحب مع عائلتها الجديدة. لكن هل هذه هي النهاية السعيدة؟ بالطبع لا، إنها إنطلاقتها نحو مغامرات لا حصر لها تنتظر إليوت، فما هي يا ترى؟

بعد تلك الحفلة الرائعة والأحداث المحمومة التي جرت فيها، بدأت إجراءات التبني الخاصة بإليوت، لكي تصبح رسميًا فردًا من عائلة "إليورا".

لكن قبل ذلك ، كان على إليوت ان تجتاز امتحانات نهاية السنة ، كونها كانت بعد بضعة أسابيع ، لذلك بدأت بالتحضير لها بكل رباطة جأش و عزم ، كي تحتل المركز الاول وتنضم لعائلتها المحبة التي تنتظرها بفارغ الصير

و هذا كان الحال ، إذ اجتازت إليوت الامتحانات و تحصلت على معدلات رائعة منحتها المركز الأول في المدرسة ، و الان لم يتبقى الكثير و تصير الأنسة " إليوت إليورا ".

( يوم التبني - 15 ماي - الطابق الأرضي لميتم الزهور )

في الدور السفلي للميتم، تحديدًا في قاعة الضيوف، كانت إليوت جالسة بجانب امرأة، ومن باب القاعة المفتوح، يظهر ظهر رجل واقف عند كشك الاستقبال، كانت المرأة الجالسة بجانبها هي أم إليوت بالتبني، "السيدة ميشيل إليورا"، امرأة ذات إطلالة ساحرة وجاذبية طبيعية.

تبلغ ميشيل من العمر 37 عامًا، إلا أنها تبدو أصغر سنًا بفضل مظهرها الشبابي والعناية التي توليها لنفسها. لها شعر طويل بني فاتح ينسدل على كتفيها بأناقة، وتمتلك عيونًا براقة بلون الزمرد تضيء وجهها الجميل. تمتاز ببشرتها البيضاء النضرة والخالية من العيوب، وتبرز ملامح وجهها الأنيقة بشكل طبيعي. تعمل كمديرة تنفيذية في إحدى الشركات الناجحة التابعة لزوجها المختصة في مجال الأدوية واللقاحات، مما يجعلها امرأة ذات موقع اقتصادي قوي. تمتلك أيضًا روح القيادة والقدرة على اتخاذ القرارات بحكمة.

أما الرجل المنتصب هناك، فهو أب إليوت، "السيد ألبرت إليورا"، مهندس ناجح في مجال البيولوجيا. يعمل في تصميم وتطوير اللقاحات والأدوية. تخصصه في هذا المجال يجعله محترفًا ومحترمًا، وهندامه المنظم بشير لذوقه الراقي وثروته الكبيرة. بعد انتهاء كل شيء، وحان وقت خروج إليوت، وقفت عند باب الميتم، ورأت تلك البناية العتيقة التي أمضت فيها 17 سنة من عمرها وودعتها بعيون دامعة، لكن سرعان ما تمالكت نفسها واستدارت نحو عائلتها الرائعة التي انتظرتها هناك، وارتمت بين حضني "أمها وأبيها" واتجهوا جميعًا إلى "منزلهم".

دخلت إليوت مرحلة جديدة في حياتها، رحلة مليئة بالأمل والحب مع عائلتها الجديدة. لكن هل هذه هي النهاية السعيدة؟ بالطبع لا، إنها انطلاقتها نحو مغامرات لا حصر لها تنتظر إليوت، فما هي يا ترى؟