انتحار كان الهدوء يسود كل مكان وسواد الليل ينشر دثاره فوق البنايات والشوارع، سكنت أصوات الطيور التي كانت تختبئ فوق أغصان الأشجار، وقفتْ على سطح بناية عالية، كانت أعلى البنايات في الحي، رفعتْ بصرها نحو السماء، تأملتها ببطء، تحدثتْ مع نجومها المتناثرة فوق صفحتها بعشرات الكلمات التي لم يستطع لسانها النطق بها، كانت دموعها تنحدر على وجنتيها كمياه نهر جارٍ بسرعة فائقة، تقدمتْ للأمام في خطوات حذرة حتى ارتقت سور البناية الطرفي، ولحسن حظها كان ارتفاعه منخفضاً. نظرت إلى الأسفل،