المتحف الثاني الذي قمنا بزيارته "في نفس التجمع" كان متحف الهجرة الى تركيا، لم اكن اتخيل فعلا وجود متحف للهجرة في أي مكان في العالم، ولكن ها هو
متحف الهجرة
بدأنا الجولة بفيلم قصير في سينما صغيرة داخل المتحف، الفيلم يتحدث عن المهاجرين القادمين الى تركيا، امالهم وتطلعاتهم، وكيف تلقوا معاملة في تركيا، وكيف تعاملوا مع تركيا على أنها بلدهم...
صورت القليل من الفيديو بكميرا هاتفي
من ثم قامت المرشدة بأخذنا في جولة حول المتحف، بداية من قسم "الانسان القديم الأول" الذي هاجر لبورصا قبل ملايين السنين ليبدأ حياته فيها، هذا القسم موجود للتذكير بأن من يعتقد أنه مالك الأرض الأصلي هو في الحقيقة مهاجر، جاء من الاف السنين.
في هذا القسم ايضاً اثار للبشر الاوائل، اسلحة وادوات طبخ واشياء اخرى
على الجدران أيضاً كتبت تواريخ لأول انسان في بورصا، اول رعي، اول حضارة مدينة، وكل التاريخ القديم للمدينة... وبعض الاشياء عن نمط عيش هؤلاء
اعتذر لردائة الصور فالتصوير في هذه المنطقة ممنوع "كي لا يتصور أحد بجانب الأغراض ويحركها" وقمت بالتقاط الصور على عجلة
القسم الثاني من المتحف كان عن المهاجرين الجدد، قدم الى تركيا العديد من المهاجرين على مدى استمرار تواجد الدولة... من القفقاز، البلقان، اليونان، وأوروبا، ومن جديد، سوريا
ترتيب القاعات في المتحف كان زمنياً، في البداية كانت قاعة الهجرة القفقازية، الشيشان، الشركس، الاذربيجان وتلك المناطق
في هذه القاعة كان التصوير مسموح ولكن الاضائة جعلت كافة الصور والفيديوهات غير قابلة للمشاهدة
كان في القاعة مجسمات للمهاجرين، الطريقة التي جاؤوا بها الى تركيا "عربات الخيول والثيران" والملابس التقليدية الخاصة بكل دولة منهم.
أيضا هناك نماذج للأسلحة التي أحضروها معهم :") اسلحتهم التقليدية، التي دخلت ايضا الى تركيا
في هذا القسم، الكثير من الصناعات التقليدية للقفقاز، والكثير من الأمثلة للملابس والمقتنيات الشخصية التي كانوا يحملونها معهم.
القاعة التالية كانت للمهاجرين من البلقان واليونان، ظهرت فيها أيضاً وسائل هجرتهم، سيارات قديمة وقطارات وبعضهم يمشون... وطبعا الملابس التي كانوا يرتدونها
في هذا القسم، اهم ما رأيته كان "التجنيس" الذي قامت الحكومة التركية به للكفائات من تلك المناطق، في قاعة البلقان قسم كامل مخصص للشخصيات البارزة التي أخذت الجنسية التركية، وانجازاتهم في الحياة، وأيضاً مقتنياتهم الشخصية.
مع التركز على ان اغلبهم اخذوا الشهادات من تركيا، ودرسوا في تركيا، وحصلوا على تكريم من الحكومة التركية حينها.
لم استطع التصوير هنا اطلاقا
القاعة الثالثة والاخيرة، كانت قاعة المهاجرين السوريين، والتي هي ذاتها قاعة الفنون "لسبب اجهله"
في هذه القاعة هناك رسائل من اطفال سوريين باللغة العربية والتركية، رسائل موجهة الى تركيا، الى وطنهم، الى اهلهم، الى الذين فقدوهم...
وأيضا الكثير من اللوحات الفنية، الابداعية حقا
لم يتح لي تصويرها
في الحقيقة تفاجئت قليلاً من هذه القاعة كوني سورياً :") ولكن المفاجئة الأكبر كانت من ردة فعل المعلمة
قصة قصيرة يمكنك تخطيها دون خسارة شيء
المعلمة التي رافقتنا في الرحلة من اليونان، مهاجرة الى تركيا، والى الان لم تأخذ الجنسية "على الرغم من انها معلمة لغة تركية أصلاً"
القسم السابق للقسم السوري كان القسم اليوناني، بدى عليها التأثر قليلاً في هذا القسم لكنها بقيت متماسكة.
في القسم السوري، بدأت المعلمة بقراءة بعض الرسائل امام الطلاب، ومن ثم وصلت الى رسالة مكتوبة باللغة التركية "ابيات شعرية قليلة"
القصيدة كانت تتحدث عن العودة الى سوريا، وفيها الكثير من المشاعر، مما دفع المعلمة الى الانسحاب ببطء من القاعة.
بعد ان ذهبت الى قسم بعيد نظرت اليها لاجدها تبكي، من ثم قامت بتصوير الرسالة ودعوة باقي المعلمين للقراءة.
ربما كانت هذه اكبر صدمة تلقيتها في هذه الرحلة، ان بعض الناس لا زالوا يشعرون بالاسى فعلا للذي يحصل.
انتهت زيارة المتحف بقاعة فيها بيانو أثري، يسمح بالتصوير معه... لم اتصور ولكنني صورت صديقاً لي :")
في الجزء القادم سأتحدث عن متحف الغزل والنسيج، المتحف الوحيد من هذا النوع في تركيا